منذ أن خان الحوثيون التوافق الوطني، وانقلبوا على الدولة، وأشعلوا فتنة الحرب، وأغرقوا اليمن في هذه المأساة، لم يعد لليمنيين أعياداً ..
كان اليمنيون قد أدمنوا الأعياد على مدى تاريخهم القديم والمعاصر، حتى أن لكل قرية ومنطقة ومدينة في اليمن عيد تتميز به وتبتهج فيه إضافة الى كل الأعياد الدينية والوطنية والاجتماعية والتاريخية، كما أنهم لا يسمعون عن عيد عالمي إلا وضموه إلى قائمة الأعياد ليصبح جزءاً من تقويمهم السنوي، معبرين بذلك عن انفتاح على الثقافات الانسانية، بعد أن كان نظام الأئمة الكهنوت قد عزلهم عن العالم قرون طويلة .
لم يعد لليمنيين أعياد، فقد هجرت المأساة بهجة العيد إلى خارج المرابع والديار ليحل محلها البؤس والفاقة والخوف والترقب ومعها السؤال الذي يردده الجميع متى ستنتهي هذه الحرب ؟
لكن اليمنيين، الذين قاوموا العزلة وعثرات الزمن، يواصلون تبادل التهاني مع كل مناسبة من هذه المناسبات كتأكيد على تمسكهم بحق الحياة في حركتها التي لا تتوقف بمثل هذه الأفعال الشاذة التي تقتحم مسار الحياة لتفرض إيقاعات العزلة والتعالي على حق الناس في العيش بسلام واطمئنان وترابط وتكامل مع البشرية .
كم غمرتني الفرحة هذا اليوم وأنا أتابع اليمنيين وهم يتبادلون التهاني بيوم المرأة من قلب المأساة .. للمرأة اليمنية أعظم التحايا وأجلها في هذه المناسبة، وهي التي تستحق أن ننحني لها إجلالا وتقديراً لما كان لها من دور عظيم في تقاسم المحن والمبادرة في التضحية .