خمس سنوات من الفشل
خمس سنوات أثبت للجميع في الداخل والخارج أن الشرعية بكل سلطاتها فشلت ، وأن الحكومة بمؤسساتها فشلت ، وأن الإصلاح وجميع الأحزاب فشلوا ، وكذلك التحالف اخفق في تحقيق الأهداف التي جاء من أجلها بل وللأسف ساهم في تشتيت شملنا وتجزئة مواقفنا ووحدتنا.
نحن في اليمن و التحالف كالمستجير من الرمضاء بالنار ، افلح ونجح في السيطرة على عدن وسقطرة والمهرة ، وحرروها من أهلها سئفوا لهم باللهجة المصرية ، يا تحالف لا داعي أن تذهبوا حيث لا عدو ، ركزوا على مناطق الحرب والتمرد واتركوا مناطق السلم والطاعة ، جعلتم من الاصلاح ذريعة لكم وحملتوه كل فشل ، انتم ومعكم كل القوى والأحزاب اليمنية ، وانتم في الحقيقة لم تستطيعوا تستغنوا عنهم ، تريدوا لكم نجاح بدون الاصلاح لكنكم في المقابل تحتاجوا من الاصلاح ان ينتصر لكم ، والإصلاح مدرك لهذه المسالة ولم يتمكن من اقناعكم او يترك الميدان لكم ويعود للسياسة من جديد ميدانه الاساس واصله الثابت ، حزب سياسي مدني .
على الاصلاح أن يتنازل ويغض الطرف ويجعل الوطن فوق كل اعتبار ، حتى ولو نسب الانتصار الى غيره لا ضير ، أليس العمل من أجل الله كما هو في ادبيات الاصلاح وفي عقول تابعيه ، اذن على الاصلاح أن ينكر ذاته ويختبئ خلف ما تم تحقيقه من نجاح ، والوطن يستحق ذلك من الإصلاح.
الساسة اليوم والتحالف والشرعية بمؤسساتها في شتات الكل بلا استثناء ، ولذلك لا نصر في ظل هذا الوضح الممزق ، وسيطول الأمد وتزداد المعاناة .
ان هذه الصراعات والتباينات البينية تضعف الصف وتفتك بوحدة الموقف وتقتل الغاية والهدف ، الجميع شرعية واحزاب وتحالف سبب رئيس في الهزائم وما آلت إليه الاوضاع بدون نقاش ، اذن لا خير فينا جميعا إن لم نكن صفا واحدا لأجل الوطن والعمل الجاد على اخراجه من هذه المحنة .
تحزنني عقلياتكم جميعا ايها القادة والساسة وصناع القرار ، عقولكم تحتاج إلى ضبط المصنع والاتجاه نحو اليمن ، الدولة والارض والانسان ، على جميع شرفاء الوطن من كل التيارات والاتجاهات والمناطق أن يلتقوا على كلمة سواء ، يجب أن يلتقي الكل ويتفاهم الجميع وتطرح الآراء بحب وصدق بعيدا عن الابتسامات الصفراء والمجاملات الكاذبة التي في ظاهرها الود وباطنها الكراهية ، صراحة انتم أسوا أمة (اجتمعت لتجتمع فشتت المجتمع)
آه آه آه على وطني ، كم يحزنني ضعفه وتمزيقه واختلال امنه واهانته ، سألتكم بالله ، استلحفكم بالله ، يا كل عاقل ومؤثر وصاحب رأي ووجاهة وكلمة مطاعة ، هلموا إلى كلمة سواء يا عقلاء الشعب ، ادعوكم لاجتماع طارئ في اليمن نستطيع من خلاله نناقش وضعنا ونحل مشكلتنا فلن يحلها غيرنا ، بلادنا بنا ولا قيمة لنا الا بها ، قوية وموحدة وآمنة ومستقرة ، لا زلت أحلم ومستعد لبذل كل ما بوسعي ليجتمع اليمنيين في مشهد واحد ويتفقوا على ما يخدم اليمن وإن لم ، فكما قال الشاعر احمد مطر :
أنا لو كنت رئيسا عربيا
لحللت المشكلة
وارحت الشعب مما اثقله
انا لو كنت رئيسا عربيا لجمعت الرؤساء
وعليهم وعلى نفسي رميت القنبلة.