استطاع الغرب إقناعنا بأن الكوارث من زلازل وبراكين وعواصف وانهيارات أسبابها طبيعية بحتة وصدقناهم ورقصنا على برعهم، وقلنا كوارث طبيعية والصحيح أنها تحذيرات إلهية وتفاعل طبيعي بين الأرض والسماء وأفعال البشر..
قال تعالى " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس"..
فتغير المناخ، والانحباس الحراري، وثقب الأوزون، والبيئة وما يطرأ عليها, والفيروسات والأمراض، كل ذلك مرآة تعكس حالنا وما نحن عليه، فكل ما نلقاه من صنع أيدينا، وما صنعته ألسنتنا وأعيننا وآذاننا وقلوبنا كثير كثير.
قال الشاعر خالد الرياشي:
آه يا حنتي صحيت من بالمقابر
يسألوني عن أخبار البلد والمطاره
قلت: أين مطر؟ الحال والمال دامر
وليش عاد المطر والجار يغدر بجاره
بل إن من أفعال البشر ما تستحي اقترافه الشياطين ويقشعر لها جلد إبليس..
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم الطاهر المطهر إذا هبت الريح دخل وخرج، فتقول له السيدة عائشة : (يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم استبشروا -أي: لأنه سيجيء من بعده المطر- ولكني أعرف الكآبة في وجهك.
قال: وما يؤمنني، إن قوماً رأوا عذاب الله عز وجل فقالوا: هذا عارض ممطرنا).. فبمجرد تغير الجو وهبوب الريح كان يعرف الخوف في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما نحن الخطاؤون المذنبون فلا تهتز لنا شعرة، فما نراه مجرد كوارث طبيعية؟؟.
ليست كوارث طبيعية، إنها تحذيرات إلهية، لنراجع أنفسنا، ونتوب من خطايانا ونصحح مسار حياتنا ونعود إلى الصراط المستقيم والى رحاب ارحم الراحمين.