منذ أكثر من شهرين ونحن نكتب ونحذر جميع أبناء القبائل في كل قرية وحارة في اليمن أن يحقنوا دماء أبنائهم ويحتفظوا بهم في بيوتهم مأرب والجوف والبيضاء وتعز والضالع ليست أميركا وإسرائيل!!
شاركت في نحو عشر مداخلات تلفزيونية خلال الفترة القصيرة الماضية، وكتبت نحو خمسة عشر مقالا ومادة ومنشوراً حول خطر الزج بأبناء القبائل في محارق الموت، وكنت أظن أن صوتي يجد له صدى، وأثر، لكن أطرافاً كثيرة اشتركت في خديعة اليمنيين، كثيرون من سوقوا لإشاعات مليشيا الحوثي بأنها ستدخل مأرب بعد يومين!
قبل شهرين أحد أبناء قريتي ممن آمن بعبد الملك الحوثي، أخذ أم بي ثري، ووضعه في سطح منزله ورفع الصوت الذي كان تسجيلا لنشرة وهمية سجلتها قناة المسيرة لخديعة الأغبياء، كانت النشرة تقول إن سلطان العرادة سلّم نفسه، وأن مأرب في أيدي "السيد" في ذلك اليوم كانت كل شاشات التلفزة تبث كلمة الشيخ/ سلطان العرادة من داخل مكتبه وهو يقول "بعيد على صاحب مران أن تطأ قدمه مأرب"..
سلطان يدرك ما يقول، وعبد الملك نفسه مقتنع أكثر من أغلب اليمنيين بأن مأرب محرمة عليه إلا أن يأتي مستسلما ولن يسعه مكان سوى قفص المحكمة وزنزانة ضيقة!
لكن في تلك الأثناء كان عبد الملك يبالغ في الكذب بحثا عن رأس صاحب قريتي الذي كان يطلق النار ويحتفل ببث نشرة المسيرة الكاذبة!!
اليوم جاء خبر من القرية أنه قتل في أطراف صرواح، قتل بعيدا عن مأرب بنحو ٩٠ كيلو متر، نزف دمه في مسافة بعيدة عن مأرب تتساوى مع المسافة من بيته ومسقط رأسه وبين قلب مدينة صنعاء تماما، صدق أكاذيب قناة المسيرة وسيعود في صندوق بينما سيبحث عبد الملك الحوثي عن ضحايا جدد!!
يا أهل قريتي في المقام الأول، نسيت أن أخبركم قبل شهرين أن عبد الملك الحوثي يكذب، اليوم لا تصغوا لأكاذيب عبد الملك، أرجوكم، استمعوا لجثمان محمد ناصر، فهو الذي سيقول لكم الحقيقة أين قتل؟! ومن يقاتل؟! ولماذا قتل؟!
وحده محمد ناصر اليوم يدرك أكاذيب عبد الملك، استمعوا له جيدا وتذكروا كيف وقع في فخ عبد الملك!
لا تفجعونا بمزيد من الضحايا الأغبياء، يكفي غباء، نحن في العام الخامس للحرب، مأرب ليست تل أبيب، وبين صرواح ومدينة مأرب كما بين قريتنا وباب اليمن.