اطلعت على خطاب الرئيس هادي الذي القاه الليلة بمناسبة قدوم شهر رمضان ، ولا ادري لماذا الاستعجال ؟ فالعادة هو ان يكون الخطاب ليلة اول يوم من شهر رمضان . ورمضان الجمعة كما اعلنت العديد من الدول ومنها اليمن والسعودية الذي يقيم فيها الرئيس هادي ، ماعلينا يمكن انه مشغول غدا فقدم الكلمة اليوم . مشاغلة كثير جدا جدا الله يعينه . لكن ما لفت نظري ونظر الكثير هو انه تحدث في خطابه عن ما حصل في عدن من خراب ودمار بسبب سيول الامطار واشاد ببطولة ابناء عدن وواساهم . وهذا شي ممتاز ولا غبار عليه وعدن واهلها يستحقون كل خير وكل مساعدة في محنتهم هذه .. لكن وماذا عن مارب ؟ . لماذا لم يتكلم عن كارثتها المماثلة لما حصل في عدن ؟ طبعا انا لا اتكلم عن سيل العرم الذي اجتاح مارب قبل اكثر من الفين سنة . وانما اتحدث عن ماحصل في مارب قبل ثلاثة ايام فقط من خراب ودمار بسب سيول الامطار التي جرفت اكثر من خمسين منزل . وراح ضحيتها العديد من الاشخاص وفي مقدمتهم رئيس الشعبة الطبية في المنطقة العسكرية السابعة والذي جرفته السيول وهو يساعد في عمليات الانقاذ .. اما كان ابناء مارب واسر الضحايا هناك بحاجة الى مواسات وذكر في خطاب هادي ؟ هل كان على ابناء مارب ان يعلنوا تشكيل مجلس انتقالي حتى يلتفت لهم هادي رغم ان صوره منتشرة في كل مكان هناك . ؟ لم ينصفهم لا برواتب الجيش ولا حتى في خطابة ؟ المنطقة العسكرية الرابعة في عدن والذي يقودها احد ابناء أبين والتي اعلنت وقوفها مع الانتقالي وومع ذلك يتسلم افرادها الحضور والغياب والوهمي ، مرتباتهم نهاية كل شهر وبتوجيه منه ، ويذهب اكثر من 50% من مصروفات وزارة الدفاع لها بتوجيه من فوق . والذي في مارب وبقية المناطق يظلون اكثر من عشرة اشهر بدون مرتبات ؟ انا هنا لا اتكلم من منظور مناطقي لا والله! فعدن ومارب بالنسبة لي عينان في راس ، وقد زرت عدن اكثر من مرة ولم يسبق لي زيارة مارب . لكني اتسائل عن غياب الحس السياسي في خطابه، وعند من كتب له هذا الخطاب وهل راجعه هو ام لا ؟ فاخشى ان يكون حاله مثل حال وزير الصحة في حكومته الذي طلع على القنوات يبشرنا بخلو اليمن من فيروس كورونا خلال عام 2019م . بينما نحن في الشهر الرابع من العام 2020م عام (كورونا ) ، فلم يكلف نفسه مراجعة البيان الذي كتبه له مستشاروه .. اكرر انا لا اتكلم بحس مناطقي ، ولكن كما قال الشاعر فليُسعد النطق ان لم تُسعد الحالُ ، لست مناطقي فمن المناطقية نشكو ، ومن المناطقية والقروية نفر . وهل اوصلنا الى هذا الحال الا التفكير المناطقي القروي والذي تم تسليم معظم مفاصل الدولة ومؤسساتها وسفاراتها لاناس لايملكون ادنى مؤهل غير المنطقة والقرية ؟ هذا ما لفت نظري في خطابه الليلة . اما بقية ماورد في كلمته فهو نفس الكلام الذي قاله في رمضان الماضي والذي قبله والذي قبل . وهو نفسه الذي سيقوله رمضان القادم اذا مد الله في عمره وفي عمر هذا الشعب المنكوب . قلناها من قبل ونقولها الآن ، التفكير القروي والمناطقي لا يبني دولة ولا تقوم به . واذا قامت له دولة بهذه العقلية فسوف تقوم جدتي من قبرها وتمشي ..