أطلعت بالأمس على بيان شديد اللهجة صادر عن كتلة المؤتمر الشعبي العام في مجلس النواب المتواجدة في القاهرة بمصر أو بالأحرى منسوبا لها والبيان في أغلبه مكرس لمهاجمة عضو البرلمان الأستاذ مفضل الأباره الذي طالب البرلمان بإصدار بيان حول ما حدث في سقطرى .
كما أن أغلب البيان هجوم على حزب الإصلاح وكأن من صاغه محرر في " قناة اليمن اليوم " بالقاهرة أو في قناة " اسكاي نيوز الإماراتية " إذ تم حشره بمفردات من قبيل انقرة الدوحة عاصمة خلافتهم المزعومة ... إلخ إذ هي نفس مفردات الخطاب الإعلامي الإماراتي المأزوم .
* لم يرد في البيان اي ذكر لما حدث في سقطرى من إسقاط لهذه المحافظة الهامة في أيدي مليشيا موالية للإمارات وكأنها لا تستحق إصدار موقف وطني مشرف .!!
أما زميلهم فقد سلقوه بألسنة حداد واتهموه وحزبه بكل التهم واصدروا لأجله بيان طويل عريض وشديد اللهجة بينما هو في الحقيقة لم يهاجمهم ربع ما هاجمهم وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان ولكن لأن الرويشان مش إصلاحي فقد غضوا الطرف عنه وقبل أن نقف مع فقرات بيان المؤتمر ونرد عليها سنورد هنا ما قاله الرويشان حول موقف البرلمان من هذه القضية ، قضية سقوط سقطرى بأيدي مليشيا الانتقالي يقول الرويشان في صفحته بالفيسبوك : " مجلس النواب يمني أم إماراتي؟
هل معقول؟ لم يُصدر كلمة واحدة عن سقطرى حتى الآن!
سقطرى سقطت ياسقْط المتاع وأنتم صامتون!
جوهرة اليمن سُرِقَت أمام أعينكم!
متى كان الفحامون يعرفون الجواهر!
ياترى ..على مَنِ الدور بعد سقطرى يامجلس نواب الشعب!
ماذا ستُسقطون؟ ومَن؟ ..وأين؟
كنتُ أعرف سر اجتماع المجلس المفاجئ في سيؤون قبل سنة!
هل تتذكرون مخاوفي من ذلك الاجتماع؟
لقد جمعوهم من أجل هذه اللحظة!
أن يتم ذبح البلاد من الوريد إلى الوريد تحت نظر المجلس وعلى يديه!
ذبحٌ شرعي كما يظنون!
والقادم أسوأ!
الصمت تواطؤ .. وخيانة!"
* - دعونا نقول بأن الأستاذ مفضل الإبارة قد أخطأ حين قال بأن الكتلة الأكبر في البرلمان اليمني هي " كتلة الإمارات " وحين تحدث عن " المال المدنس " هذه مفردات كان ينبغي عليه الترفع عنها وينبغي عليه الإعتذار عنها لكن في الوقت نفسه دعونا نسأل أعضاء المؤتمر : طالما قد أثيرت القضية : أين موقفكم من قضية سقطرى ؟!
وللأسف الواقع يؤكد أنكم انشغلتم بقضية بسيطة ونسيتم القضايا الكبرى .
* - قال البيان بأنكم لم تصدروا موقف حول سقطرى لأنكم اعطيتم فرصة للجهود التي تبذلها رئاسة البرلمان حول القضية وأنتم تعلمون قبل غيركم أن إصدار موقف مشرف لا يمنع رئاسة البرلمان من التحرك في الوقت لنفسه لحل القضية هذا إن كان هناك تحرك بالفعل .!
ثم متى قد أعاد التحرك السياسي أرضا سيطرت عليها المليشيا ؟!
متى قد حدث هذا ؟!
* - لقد شكلت رئاسة البرلمان لجنة تقصي الحقائق حول سقطرى لتحلق هذه اللجنة بأختها لجنة تقصي الحقائق حول إرسال 80 مليار ريال إلى مدينة عدن التي يسيطر عليها الانتقالي حيث تلاشت وتبخرت ولم نسمع لها خبرا ولا ركزا فمن المعلوم بأن مهمة لجان التحقيق في هذه البلاد هي دفن القضايا واهالة التراب عليها فكم من قضايا شكلت لها لجان تحقيق ولم يعد يسمع بها أحد ؟!
* - قال البيان ان عدد أعضاء مجلس النواب الذين طالبوا باصدار البيان هم 22 عضوا وقد طالبوا بهذا المطلب بحسن نية وكأن إصدار موقف حول سقطرى هو فخ كبير و خديعة عظمى وليس واجب وطني بل وأضعف الإيمان .
لقد تعامل بيان المؤتمر مع أحداث سقطرى وكأن هذه القضية الكبيرة لا تستحق موقف وكأن 22 عضوا في البرلمان لا يستحقون أن يلتفت إلى مطالبهم .!!
* - أما قول البيان بأن الإصلاح أول من دعا للتدخل فهذا لأن الإصلاح كان يحسن الظن بجيران اليمن وظن أنهم سيهبون لنجدته وإعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب كون هذا يصب لصالحهم وما أعلنوا عنه ايضا ولم يكن الإصلاح يعلم بأنهم سيغدرون باليمن ويخونون الشرعية ويعملوا ضد مصالحهم الإستراتيجية واذا كان الإصلاح قد دعا للتدخل فقد دعا لتدخل حقيقي يعيد الدولة وينهي الانقلاب ويعيد الشرعية ويخلص اليمن من مشاكله وما يحدث اليوم لا علاقة له بالتدخل الايجابي الذي دعا له الإصلاح بحسن نية .
* - اما قول البيان بأن المؤتمر هو محقق الوحدة فنقول لهم بأن الوحدة اليمنية كانت إرادة شعب كامل وليس حزبا ولا فردا وقد واصل الرئيس الأسبق الذي كان يومها رئيسا للمؤتمر حين كان المؤتمر يضم كل الاتجاهات بما فيها من هاجموهم إذ لم تقر التعددية وتولد بقية الأحزاب السياسية الا بعد الوحدة في عام 1990 م ثم إن المؤتمر وسوء إدارته للسلطة بعد الوحدة من فساد وظلم ونهب بعدن وغيرها قد جعل الوحدة في أذهان أبناء الجنوب ذكرى سيئة وقتلها في القلوب والوجدان .
* أما الذين خرجوا من قاعة مجلس الشورى في 21 مايو 1990 م فلم يخرجوا رفضا للوحدة وإنما للاعتراض على دستور الوحدة الذي كان يتضمن موادا يرون أنها تتنافى مع الشريعة الإسلامية وقد استمر رفضهم حتى تم تعديل الدستور والنص فيه على أن " الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات والقوانين " وأما موقف الإصلاح من الوحدة فالأصلاح يتعتبر الوحدة جزءا من الدين والثوابت الإسلامية والوطنية .
* - وأما قول البيان " المؤتمر الشعبي العام لم ولن يفرط بأي من الثوابت والمكتسبات الوطنية أو ذرة من رمال الوطن، وفي مقدمة ذلك الثورة والوحدة والجمهورية " فنحن نتمنى أن نجد ترجمة لهذا الحديث في أرض الواقع إذ تسقط المحافظات والمدن بأيدي مليشيا مسلحة متمردة لا تؤمن لا بوحدة ولا بجمهورية ويتم تجريف هذه المكتسبات وتصفيتها بينما يصمت المؤتمر ويؤكد أنه لم يفرط في الوحدة والجمهورية والمكتسبات الوطنية وهذا تناقض كبير يؤكده الواقع فعلى من تضحكون ؟!
* - وأما قولهم " إذا كان الاخوة في الإصلاح حريصين على أي مواقف تجاه أي قضايا فعليهم إصدار مواقف شجاعة وباسم تنظيمهم الذي تتواجد قيادات الصف الأول فيه بالرياض وفي ضيافتها ورعايتها ولا يتسترون كعادتهم بالغير تارةً باسم البرلمان الذي يمثل كل اليمنيين بمختلف أطيافهم ومناطقهم" فنؤكد لهم بأن النائب مفضل الإبارة لم يطالب البرلمان بإصدار بيان باسم الإصلاح بل طالب بصفته عضو في البرلمان بإصدار بيان بإسم البرلمان الذي قلتم بأنه يمثل كل اليمنيين بمختلف أطيافهم ومناطقهم" اذ أن حزب الإصلاح قد أصدر موقفه في إطار موقف أحزاب التحالف الوطني الذي أصدرت في الأمس بيانا حول ما حدث في سقطرى والإصلاح يؤمن بالعمل السياسي المشترك للقوى السياسية اليمنية وليس بأن يعمل لوحده ومنفردا إذ أن التحالف قوة والتفرق .. أليس من المفارقات أن تطالبوا الإصلاح بموقغ قد صدر عنه فيما يظل البرلمان الذي يمثل كل اليمنيين بلا موقف ؟!!
* - وأما قولكم بأن الإصلاح قد قام بالتطبيع مع الانتقالي فنذكركم بأن الإصلاح حاول استيعاب الحراك الجنوبي في بداية عهد هذا الحراك لترشيده سياسيا ولكنه عندما أدرك بعد وجهة هذا الحراك وخطابه المناطقي والعنصري وارتهانه للخارج نفض يده من هذا الحراك وأما قولكم بأن على قيادة الإصلاح أن ترعى المعروف وتتذكر العهود قبل أي تصريح وتلويح ضد التحالف فللأسف قيادة الإصلاح قد راعت العهود وقدرت المعروف كثيرا حتى صارت مواقفها تبدو جزء لا يتجزأ من التحالف وفقدت الكثير من قواعدها بسبب مواقفها من ممارسات التحالف وتأييدها له وربما كان من أبرز أسباب هذا التأييد وجودها بالرياض وفق قاعدة " الضيف في حكم المضيف " بينما التحالف هو من نقض العهود وغدر بالشرعية وتنكر لها ونكبها بإجماع عقلاء العالم .
* - وأما قول بيان المؤتمر بأن على الجميع التحلي بالمسؤولية والوطنية فيا ليت يوجهون هذه النصيحة لأنفسهم فهم أحوج الناس إليها.