لله في دهره نفحات ، نصحنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتعرض لها
قائلاً : «إن لله في دهركم نفحات فتعرضوا لها»
هذه النفحة هي فرصة ربانية يمنحها الرب للعبد لإصلاح نفسه وإصلاح علاقته بربه وعلاقته بالناس ، وفتح صفحة جديدة
وإذا كان العبد الضعيف لا يتخلى عن شخص يحبه إلا بعد أن يمنحه فرصاً كثيرة لإصلاح خطاءه ، فكيف برب العزة والجلال ، الحليم ، الكريم ، الرحيم
القائل :» ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وامنتم»
ولكن
هناك فريق يعتقد أنه بمجرد صيام يوم أو قيام ليلة سيمنحه الله العفو والمغفرة ويدخله الجنة
وفريق ينكر ذلك ويتندر ممن يعتقد به
وكلا الفريقين جانبا الصواب
فلا تنكروا على الله الرحيم منحه فرصاً لعباده
ولا تعتقدوا أن عبادة يوم او ليلة ستنجيكم من عذاب الله
فإن للعفو شروط ما لم تتحقق فلن ينفعك صيام الدهر ولا قيام العمر كله
وعفو الله لا يُنال إلا بالتوبة ، والتوبة لها شروط هي:
الندم
ترك الذنب
العزم على عدم الرجوع
هذا فيما يخص علاقة العبد بربه
مثل التقصير في أداء الصلاة والزكاة والحج
أما ما يتعلق بحق العباد فلا يغفر الله ولا يعفو حتى يعفو صاحب الحق
ولا ينفع دون ذلك صيام ولا قيام.
قال صلى الله عليه وسلم:
(ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ).