من يبحث عن تحميل شخص أو قائد عسكري واحد يعمل ضمن قوات دول التحالف العربي، خسارة معركة وحرب بكاملها ويريد "يعصب الهزيمة" في رأس واحد من القوم والقيادات التي لا تتوفر لديها إمكانيات انتظام صرف مرتبات الجيش وليس التسليح وإدارة المعركة، ونسي الأسلحة الفتاكة والطيران والقوة التي تمتلكها جيوش دول التحالف الذي تم اعلانه، فهو يبحث عن أقرب الطرق للعودة إلى حضن السيء وإيران للاتفاق، ولم يجد طريقة مثلى إلاّ بالهروب عبر ثلة ممن تم صناعتهم استخبارتياً لهذه المهمة..
"استحوا يا جن" القول بأن علي محسن هو سبب خسارة التحالف في اليمن فهذا يدل على شخص داهية فشلت كل أنواع الاستقطابات في جره إلى ما يراد لليمن بعيداً عن المشروع المتفق عليه، وأن المكر من حوله خسر أيضاً فتم اللجوء إلى هكذا رخص عبر أحذية كانت إلى وقت قريب مغبرة وتم تلميعها بقليل من المال..
تحميل نائب الرئيس اليمني خسارة دول التحالف كما يريد البعض الذهاب إليه، وأقول دول التحالف لأن الجميع يعرف بأن اليمن دخلت الحرب ولم يعد يكن لديها جيش فقد تم تفتيته وتمزيقه وهيكلته وقصفه بطرق عدة الجميع يعرفها، والتحالف وقادته أكدوا أنهم يساعدون اليمن في بناء جيش يمني من الصفر في اليمن.. الهدف منه إقناع التحالف بان يتصالحوا مع الحوثي وإيران قبل تغير الإدارة الأميركية وليس تشويه صورة علي محسن فحسب، كما أن ما ذهبت إليه مؤسسة رند البحثية في آخر دراسة لها جعلت جهات استخباراتية عدة تراجع حساباتها كيف أن مهمتها في حرق رموز وشخصيات مثل على محسن تم تشويهه بأكثر من وسيلة وطريقة واستهداف وعلى مدى سنوات ولا زال يحضى بهذا القدر من الاهتمام..
لست ممن يقدس الأشخاص لكن لكل دولة وجماعة وزمن رجال ورموز إذا كسرت وتم الحط منها فهو حط وتكسير لجماعات وأحزاب تؤيد تلك الشخصيات لصالح شخصيات ورموز جديدة فشلت في الظهور وهذه الشخصيات موجودة لذا يجب التخلص منها.. وإلاّ لما ظلت أسماء وأشخاص خالدون وعالقون في ذاكرة كل شخص أو جماعة مثلاً الزعيم جمال عبدالناصر فثمة من يراه ملهماً وقائداً لن يتكرر كما هو الحال مع الرئيس صدام حسين وكذلك الرئيس إبراهيم الحمدي وكذا الزعيم علي عبدالله صالح، رحمهم الله جميعاً، هذه أمثلة قريبة تحاكي اليمنيين وعقول البسطاء التي يتم اليوم محاولة العبث بها من قبل أشخاص سخروا انفسهم لمهمة قذرة.. ولن أذهب بعيداً إلى الحديث عن قامات علمية مثل غاندي ومانديلا كانوا ولا زالوا رمزاً خلدة بما قدموه كلا بحسب اجتهاده..
الحط من قيمة شخصيات يمنية وقيادات بطريقة مشوهة وليس بهدف النقد البناء، بل بهدف التشويه والاستهداف الشخصي دون الإشارة إلى الإمكانات التي بحوزته لإدارة المعركة، يؤكد أنه بعد أن نجحت مليشيا الحوثي في تكسير الصورة النمطية للقبيلة ورموزها والحط من رمزية القبيلة والثقل الذي كانت تمثله في جزء من اليمن، وكذا فعلت مع الرموز الدينية السياسية في مناطق أخرى في اليمن، واغتيال صالح وحرق أحمد علي بالصمت المستمر، وتواري شخصيات كثيرة عن المشهد يجعل من علي محسن الهدف الأبرز لدى جهات استخباراتية تعمل لصالح الحوثي اكثر من السعودية كما يظن البعض، وستقوي محسن وتجعل الالتفاف حوله أكثر من أي وقت مضى..
الحوثي فشل في قتل محسن وفي اقناعه بالتحالف او التوقيع على اتفاق السلم والشراكة أو البقاء بعيداً، فأبقوا على أولاده رهائن كي يضعفوه ويضغطوا عليه لكن ماذا فعل خرج واعلن موقفه صراحة للملئ.. آه يا أغبياء لو تعرفوا كم وكيف خدمتم محسن من حيث لا تشعرون..