;
شوقي الميموني
شوقي الميموني

هل زار احدكم عرين الأسود 3 772

2020-08-08 09:01:27

تنقلنا في المواقع الأمامية في قمم جبل هيلان وما أكثرها وجدناهم صور متشابهة كأنها نسخت من أصل واحد، سلمنا كل واحد منهم أمانته ثم حملنا سلاحنا ومتعلقاتنا استعداداً للهبوط إلى الأسفل، ودعناهم وغادرنا! نعم غادرتهم أجسادنا لكن أرواحنا سكنت هناك في أعالي الجبال معهم...
رحلة الهبوط من قمم جبال هيلان بالتأكيد أسهل من صعودها حتى لو كانت مشياً على الأقدام، وصلنا إلى المنطقة التي توقف فيها الطقم الذي يقلنا ثم يممنا وجوهنا نحو عرين آخر وآخر وآخر. 
كل المواقع الأمامية التي وصلنا إليها وجدنا فيها نفس الصنف من الرجال الذين زرناهم في أعالي قمم هيلان ولهذا سأكتفي بالأحداث التي سردتها عليكم ولأن همهم واحد وهدفهم وأفعالهم واحده فلا داعي للتكرار. 
كنت قد حدثتكم عن الجريح الذي أصيب بطلقة قناص وكنت سألت الأسود هناك في الأعلى قلت لهم:
 كيف استطاع قناص العدو إصابته؟ 
أليس لديكم احترازات أمنية؟ فاخبروني أنه جديد او (مستجد) في القاموس العسكري وصل حديثاً وليس لديه خبرة في تجاوز شراك العدو، كان شبلاً يتعلم لم يكن حذرا ومن المقدور لا ينجو حذر.
من الأحداث التي استوقفتنا
لاحظنا خلال رحلتنا الأنَفَة والعزة والكرامة في تعاملهم معنا، ومع علمهم أننا اتينا لتوزيع مبالغ مالية عليهم الا أنهم والله لم يعيرونا الأهتمام الكافي كل واحد منهم في مترسه يؤدي واجبه ولسان حاله يقول:
إذا الجُودُ لم يُرْزَقْ خَلاصاً من الأذَى
 فَلا الحَمدُ مكسوباً وَلا المالُ باقِيَا
 وَللنّفْسِ أخْلاقٌ تَدُلّ على الفَتى
 أكانَ سَخاءً ما أتَى أمْ تَسَاخِيَا
لاحظنا كذاك الحب والمودة والألفة التي بينهم، مثلآ كانت لدينا سياسة صارمة في توزيع المبالغ النقدية! بمعنى أن الصرف لا يتم الا لمن وجدناه مرابطا في موقعه أو من كلف بمهمة أثناء تواجدنا لكن علمنا بعد ذلك أن مجموعات من زملائهم المرابطين وصلوا متأخرين بعد أن غادرنا فما كان منهم الا أن جمعوا كل ما حصلوا عليه منا واقتسموه بينهم بالسوية. 
عندها تذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبي موسى الأشعري اليمني رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني، وأنا منهم[1]، متفق عليه.
لاحظنا كذلك الأعداد الكبيرة من المرابطين في الجبهات يوم العيد وهذا مؤشر مهم أن الأعداد الطبيعية أضعاف مضاعفة في الأيام العادية
في المجمل الأوضاع مطمئنة ولا خوف على اليمن فالله قد نظر إلى صدق توجه الجيش الوطني فصقل أفراده وربط على قلوبهم وثبت أقدامهم وأعدهم لأحداث عظيمة لا يعلمها الا هو. 
ولو رجعنا بالذاكرة إلى بداية العام الحالي حينما ألهم الله تعالى الجيش الوطني الإنسحاب من الجبال واستدراج مليشيات الحوثي إلى المناطق المفتوحة صحراء الجوف وصحراء الجدعان ومجزر وغيرها سنجد ان العدو قد خسر الآلاف من مقاتلية والمئات من قاداته لم يكن ليخسرهم لو كان متحصناً في رؤوس جبال الفرضة، وبما أن الجيش الوطني كان قد إنتقل من الهجوم إلى الدفاع حصن دفاعاته تصحيناً جيداً لا قدرة للعدو على اختراقها بحول الله وقوته. 
كما أن الجيش الوطني تقدم في أكثر من جبهة مثلا تقدم الأشهر الماضية وسيطر على مواقع في صرواح وهيلان والمشجح كان الحوثي مسيطر عليها منذ 2015م كل ذلك بفضل الله تعالى ثم بشجاعة واقدام أسود الجيش الوطني 
الخلاصة.. 
الشرعية اليمنية تملك جيش وطني قوي مرابط متماسك من الصعب اختراقه لديه عقيدة قتالية واضحة ومبادئ وأهداف يقاتل من أجلها لا ينتظر من وراء ذلك منصب أو ترقية او حتى راتب، 
جيش وطني شرس على الباطل لين منكسر للحق. 
لسان حاله يقول
تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد    لنفسي حياةً مثل أن أتقدما
فلسنا على الأعقاب تدمي كلومنا    ولكن على أقدامنا تقطر الدما
نفلق هاماً من كرامٍ أعزةٍ                 علينا وهم كانوا أعق وأظلما
ولما رأينا الصبر قد حيل دونه             وإن كان يوما ذا كواكب مظلما
صبرنا وكان الصبر منا سجيةً    بأسيافنا يقطعن كفا ومعصما
ولما رأيت الود ليس بنافعي          عمدت إلى الأمر الذي كان أحزما
فلست بمبتاع الحياة بسبةٍ            ولا مرتقٍ من خشية الموت سلما
فمن يملك جيشا كجيشنا الوطني فالنصر حليفه باذن الله. 
في أمان الله

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد