كم بقي من مدة الشهر الخاصة بتنفيذ الشق العسكري والأمني من اتفاق الرياض الذي يجب أن يسير بالتوازي مع "مخافسة معين والأحزاب"؟
حتى اليوم يمكن القول أنه لا يوجد أي إجراء عملي قد تم في الشق العسكري، سوى وصول لجنة سعودية إلى مطار عدن وبعدها لم يتم شيء لا سحب قوات من أبين ولا بداية دمج الأحزمة وألوية الدعم والإسناد ضمن وزارة الدفاع وإخراجها من عدن، ولا تسليم السلاح الثقيل والمتوسط للجنة المشكلة، وهي النقاط التي تعثر عندها الاتفاق سابقاً وجاءت من أجلها آلية التسريع،..
كل ذلك لم يتم حتى اليوم بل اشتعلت المواجهات في أبين، بس الحمد لله معين مستمر في "المشاورة" ولقاء المكونات السياسية لتشكيل حكومة المرتبات..
الشرعية لم يعد لديها ما تخسره فهي أصلاً قد خسرت كل شيء لصالح المليشيا التي تم شرعنة انقلاباتها تحت يافطات ومسميات عدة..
من الخاسر إذاً من العرقلة وعدم التنفيذ ومن المستفيد؟
إن كان ثمة مستفيد فالواقع والمعطيات تقول أإن المليشيا الانقلابية بشقيها الطائفي والمناطقي المطور الذي يتسامح مع الإسرائيلي المحتل، ويجد غضاضة وصعوبة في التعايش مع "الدحابشة" والشماليين والبدو وووو مسميات أخرى..
أما الخاسر فالمعطيات تقول أيضاً إن السعودية هي الخاسر الأكبر إن لم تكن الأوحد من عدم تنفيذ الاتفاق، فستخسر سمعتها وثقلها في اليمن أولاً ومحيطها الإقليمي والدولي، وستظهر في موقف العاجز حتى عن لملمة مليشيا كانت إلى وقت قريب، قريبة من التصنيف الدولي كطرف معرقل للعملية السياسية في اليمن فتم انقاذها باتفاق..
ستخسر السعودية حضورها في اليمن وتأثيرها ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم، وإن بدت هي من تسيطر على المشهد إعلامياً ومالياً، ولكن الواقع سيكون مختلف تماماً خاصة في المناطق المحررة والجنوب تحديداً.. ستظهر السعودية بشكل مغاير أمام المجتمع الدولي خاصة في قدرتها على إنهاء الحرب ودحر الانقلاب الحوثي وحماية مصالحها وأمنها القومي من مليشيا متمردة "الحوثيين" خاصة وأنها عجزت عن ضبط ايقاعات التوتر في المناطق المفترض أنها محررة وليس إنهاء التوتر فيها..
نعم ستظهر السعودية في موقف لا تًحسد عليه ولا نريدها جميعاً أن تظهر هكذا، فمصيرنا مشترك وما يضرها ينعكس بالضرورة علينا أولاً قبل غيرنا من دول المنطقة وحتى دول الخليج، لذا ثمة تحد كبير أمام الأمير خالد بن سلمان، مسؤول الملف اليمني في المملكة، لإنجاح هذا الاتفاق الذي لا بد له أن ينجح، ولكن هذا النجاح يحتاج لكثير صرامة ومصداقية، كي تسارع جميع القوى العسكرية في توحيد وجهة بندقيتها لمواجهة الخطر الأكبر "ذراع إيران الحوثيين" الذي قد يظن البعض جاهلاً أنه سيتوقف عند حدود مأرب أو الجوف، ومن لا زال يعتقد ذلك فما عليه إلاّ أن يسأل كم عدد قادة المليشيا الذين قد تم تسميتهم باسم "قائد قطاع نجران وجيزان وعسير وقائد فيلق القدس في الرياض، ومسؤول كتائب الحسين في المنطقة الشرقية، ومسؤول أنصار الله في جدة والدمام وأبها، ناهيك عن المسؤول القرشي الأوحد "حفيد النبي" عن مكة والمدينة"..
فمليشيا الحوثي التي تطمع اليوم في نفط وغاز مأرب ترى بعيون إيران نفط المملكة وكيف يمكن أن يتم مساومة السعودية عليه والحصول على حصة منه في أسوء الأحوال مقابل عدم استهداف المنشآت الحيوية.. سلام