قالت لي: يا جدة. التفت فإذا بفتاة صغيرة تناديني، تلَفَّتُّ حولي، علها تقصد شخصاً غيري، لكن للأسف لم يكن في المكان سواي... هزتني الكلمة، وجعلتني أتوقف كثيراً قبل أن أجيب الصغيرة: أنا جدة!!! هل بلغت من العمر ما يجعل هذه الفتاة تناديني جدة؟ تأملت بعد ذلك في المرآة فإذا بالشيب قد غزا شعري وبعض التجاعيد بدأت ترسم ملامحها على استحياء في وجهي، كيف مر العمر بهذه السرعة؟ لا أدري كيف مر ولم أشعر بمروره؟ لا أدري... ما زلت ألعب وألهو مع الصغار في حديقة المنزل، وأتابع قناة سبيستون، وأدمن مشاهدة فلونة وجرانديز وبسمة وعبده، وأمارس الدلع على والدي!! اكتشفت -وأنا الذي كنت أسخر وأنتقد كل شخص لا يراعي سنه وعمره في تصرفاته وحركاته ولباسه- اكتشفت أن كبار السن لا يشعرون أنهم قد أصبحوا كباراً في السن، وأن الاجساد تسبق الأرواح في العمر، وأن الأرواح لا تشيخ.
أحلام القبيلي
شباب الروح 1089