يروى أن رجلا رأى راعيًا يرعى غنمه، ووجد في قطيع الغنم ثلاثين كلباً.. فقال الرجل: يا راعي الغنم أترعى غنمك في ثلاثين كلباً، يكفي كلب أو كلبان. فقال الراعي: يا سيدي هذه ليست كلاب بل ذئاب، قال الرجل: عجباً ذئاباً ترعى مع أغنامكم.. فقال الراعي: منذ أن تولى ابن عبد العزيز يقصد (عمر بن عبد العزيز) ترعى لنا الذئاب أغنامنا.. فذهب الرجل يبشر عمر بن عبد العزيز، وروى له ما رأى، فقال عمر: (نحن قوم أصلحنا ما بيننا وبين الله فأصلح الله ما بين الذئاب والغنم.
( وفي يوم من الأيام قال رجل: في البادية لابد أن عمر قد مات.. فتعجبوا فقالوا له: هل قال لك أحد ذلك.. قال الرجل: لا، فقالوا له إذن كيف عرفت؟ قال: لقد هجم الذئب على الغنم.. وحينها بالفعل كان قد توفى عمر. رحمك الله يا عمر ورضي عنك، أما نحن ففي زمن فسد فيه الراعي والراعية وانقطعت علاقتنا بالله تعالى؛ فجور، وسفور، وخمور، قتل، واغتصاب، ظلم، وجور كذب، وافتراء، غدر، وخيانة، فعدت الكلاب على الغنم، بل وتوحشت الغنم وأكل بعضها بعضا، وانقطعت صلتنا بالإنسانية والأخلاق والقيم والمبادئ. ما الذي سيذكره التاريخ عنكم يا ولاة أمرنا وعن عهدكم المشؤوم؛ أب يغتصب ابنته. وأم تقتل ابنها. وأخ يذبح أخاه. وجار يخون جاره. ومواطن يبيع وطنه. وولي أمر يغش رعيته. وعالم دين يبيع دينه. وبالنهاية تيهودتم.