لم تكتف الإمارات بدعم مليشيا الإنتقالي للتمرد على الحكومة الشرعية اليمنية في عدن وأبين وسقطرى وغيرها وقصف قوات الجيش اليمني وقتل وجرح المئات منهم فقد شرعت في جلب حلفائها الإسرائيليين إلى أرخبيل سقطرى الذي تسعى لانتزاعه من اليمن وتحويله إلى أرخبيل تابع لها وبتواطؤ سعودي واضح ومكشوف للعلن منذ التسهيلات التي قدمتها القوات السعودية لمليشيا الانتقالي التابعة للإمارات للسيطرة على سقطرى في 19 يونيو حزيران الماضي.
قبل أيام كشفت منظمة (ساوث فرونت) عن مصادر عربية وفرنسية أن إسرائيل والإمارات العربية المتحدة ستنشئان بنية تحتية لجمع المعلومات الاستخباراتية العسكرية في جزيرة سقطرى اليمنية وأن وفدا من الضباط الإسرائيليين والإماراتيين قاموا مؤخرا بزيارة الجزيرة وفحص عدة مواقع لإنشاء مرافق الاستخبارات المخطط لها.
بكل المعايير والمقاييس فإن ما يحدث في أرخبيل سقطرى هو انتهاك جديد وسافر للسيادة اليمنية واختراق خطير للأمن القومي اليمني والعربي.
الإمارات التي أسست قواعد عسكرية في سقطرى وغيرها من الجزر والمناطق اليمنية تعمل وبشكل متواصل على تجريف الهوية اليمنية في أرخبيل سقطرى وتسعى بكل السبل والوسائل والمشاريع والمساعدات والمنح والاغراءات إلى تحويل هذا الأرخبيل الساحر إلى جزر تابعة لها في كل شي، في الرحلات السياحية، في الاتصالات الدولية فقبل انتشار وباء كورونا كانت مكاتب سياحة إماراتية قد بدأت بالترويج للسياحة في سقطرى عبر الإمارات وعبر رحلات تنطلق من الإمارات كما أكملت الإمارات مؤخرا ربط شبكة الإنترنت في سقطرى بالإنترنت في الإمارات من خلال استبدال شبكة الإنترنت اليمنية بشبكة الإنترنت الإماراتية، كما تقوم الإمارات حالياً بتهيئة الجزيرة لربطها في قطاع الاتصالات، من خلال اعتماد شركات اتصالات إماراتية بدلاً من اليمنية.
في سقطرى هناك تخادم وتناغم سعودي إماراتي واضح فالقوات السعودية في سقطرى تسهل عمل القوات الإماراتية وعمل مليشيا الانتقالي التابعة للإمارات والتي تنفذ أجندتها وبالأمس قام قائد ما يسمى بـ " قوات الواجب السعودية " العميد عبد الرحمن الحجي بتعيين القيادي في الانتقالي صالح علي محافظا لسقطرى وتم تسليمه مقر المحافظة وكأن هذه المحافظة اليمنية قد صارت محافظة سعودية اماراتية ولم يعد لليمن أي حق فيها؟!!
للأسف وبسبب القيادة الرخوة للشرعية وصمت وتواطؤ الأحزاب والنخب اليمنية يتصرف السعوديون الإماراتيون في سقطرى وكأنهم في أرضهم وبلادهم وليس للشرعية اليمنية التي زعموا يوما أنهم قدموا لدعمها اي اعتبار أو سلطة.!
ما يحدث في سقطرى هي قمة الوقاحة والصفاقة وانعدام الضمير والانكشاف المخزي لقوات احتلال غاشم واجرامي كشرت عن أنيابها وأظهرت نواياها وخلعت قناعها وصارت تتصرف كاحتلال اجرامي سافر يعمل على فرض وجوده وتثبيت مصالحه وبالقوة العسكرية وعلى حساب مصالح أبناء اليمن وأمنهم ومستقبلهم وثرواتهم التي تتم نهبها من خلال الصيد الجائر والنهب المنظم لأشجار وآثار الجزيرة النادرة.
وللأسف يحدث كل هذا في ظل صمت مطبق من الحكومة الشرعية والأحزاب السياسية والنخب اليمنية وهو ما يضع تساؤلات كبيرة حول ما يحدث.!
نتساءل: متى ستتحرك القوى الوطنية والنخب اليمنية وترفع صوتها في مواجهة هذه الغطرسة والإجرام الإماراتي السافر؟!
يا هؤلاء: إذا كنتم تجهلون قيمة أرخبيل سقطرى ولا تدركون أهميتها فاسألوا عنها الخبراء الأجانب من عسكريين واستراتيجيين وباحثين وسياح وشخصيات زارت هذا الارخبيل الساحر الفريد.
إلى مسؤولي الحكومة الشرعية وإلى كل يمني غيور على بلده: بلدنا تضيع وتسرق أمام أعيننا ويتم جلب أعداء الأمة الصهاينة إلى سقطرى ونحن نتفرج فمتى ستتحركون؟!
ومتى ستنطقون؟
أليس الصمت على ما يحدث خيانة وطنية عظمى؟!
والله إن السكوت على ما يحدث في سقطرى وفي عموم اليمن جريمة لا تغتفر ولن نصمت وسنرفع أصواتنا عاليا ضد هذا الإجرام والعبث ولن يمر أعداء الوطن الذين دنسوا بلادنا وجلبوا إليها الصهاينة لتدنيسها، سنكتب وننظم الحملات الإعلامية والوقفات الاحتجاجية ونسطر العرائض الشعبية ونرفع أصواتنا في العالم أجمع بأننا نرفض هذا الاحتلال السعودي الإماراتي لسقطرى ولكل المناطق المحتلة مثلما نرفض سيطرة المليشيا على اي جزء من اليمن.
ووالله لو صمت كل أبناء اليمن ما صمتنا وسترون مستقبلا حملة منظمة وتحرك مدروس على كافة المستويات فما يزال الأحرار في هذا البلد أكثر من بائعي أوطانهم وضمائرهم.
والأيام بيننا.