قالوا وصدق القائل: " عندما تقرع طبول الحرب فلتذهب الأخلاق إلى الجحيم" ليست أخلاق الساسة والعسكريين فقط، بل للحروب آثار سيئة على أخلاق الشعوب أيضا، والحرب مثلها مثل كل المواقف التي تظهر فيها معادن الناس وحقائقهم. وعلى مدى سنوات من الحرب فقدنا الكثير والكثير من الأخلاق والقيم والمبادئ تشوهت الفطرة، ومات الضمير، ودُفنت الإنسانية أخبار مقرفة، وحوادث مقززة وجرائم تقشعر لهولها جلود الشياطين جعلت الكثير يتساءل: من هم المقصودون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: " أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا وألين أفئدة" وهل هو حديث صحيح أم مكذوب؟ وبما أن الحديث صحيح، رواه البخاري ومسلم، فليس له عندي سوى تفسير واحد هو: " كل رقيق قلب ولين فؤاد يمني، ومن وجدتموه عكس ذلك فتأكدوا من نسبه وأصله" وإذا سأل سائل: يعني برائيك قتلة الأغبري مثلا ايش أصولهم؟ سأجيب بما قالته جدتي: هؤلاء من بني كلب، "تقصد كلاب" مش يمنيين ولا هم من صنف البشر أصلا. فالفعل وليس النسب هو ما يدل على الأصل ولذا لما كفر ابن نبي الله نوح عليه السلام وعمل عملا غير صالح، قال عنه تعالى: " إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح" وإبليس كان من سكان الجنة، يعبد الله مع الملائكة، فلما عصى أمر المولى عز وجل، انكشفت حقيقته وعرفنا أصله، قال تعالى" إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه" فإذا غرك الأصل دلك الفعل، وفعل الإنسان هو أصله.
أحلام القبيلي
مش يمنيين 899