" جعل له فضيحة يعلموا به لا مصر" كنت أسمع هذه الدعوة من بعض نساء قريتنا إذا أردن أن يدعين على ظالم أو فاسق أو مجرم أو شخص تعرض لهن أو للناس بالأذى. تذكرت هذه الدعوة وأنا أشاهد تفاعل الناس مع قضية المجرم السباعي وأفراد عصابته ففضيحتهم بجلاجل، لم يعلم بها الناس في مصر فقط. ولكن عُرضت على قناة البي بي سي وكذلك الجزيرة وغيرهما من القنوات المشهورة وأصبحت قضية عالمية. وصدق القائل سبحانه " فلما آسفونا انتقمنا منهم" .
آسفونا يعني أغضبونا، والرب الصبور الحليم لا يغضب إلا لأمر تهتز له السماوات والأرض فهو سبحانه الستير، يستر ثم يستر ثم يستر ثم إذا تجاوز العبد كل الخطوط الحمراء هتك الستر عنه وفضحه.
ومن علامات عفوا الله تعالى عن العبد يوم القيامة ألا يفضحه في الدنيا.
يقول تعالى "سترتها عليك في الدنيا وهاأنا أسترها عليك يوم القيامة" والله لا يفضح ولا يهتك الستر من أول مرة ومن أول جريمة ذكر أنه أُتي بسارق إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأقسم السارق أنها أول مرة فقال عمر: كذبت، ما كان الله ليفضحك من أول مرة فقال السارق: صدقت يا أمير المؤمنين، فهذه المرة الأولى بعد العشرين. فكم من الجرائم ارتكبها السباعي وعصابته ليفضحهم الله تعالى فضيحة يعلم بها العالم.