;
علي أحمد العِمراني
علي أحمد العِمراني

الحوثي يهدم بيت المسوَّع! 889

2020-09-21 10:38:28

كان العم علوي المسوع يرحمه الله، من أبرز أعيان الطفة وأصدقهم وأشجعهم.. 

قبل الوحدة، كان علوي المسوع معارضا للوضع، ووقف معي في انتخابات مجلس الشورى 1988، ولَم نوفق! وغضب من أحد الوجهاء، الذي وعد أن يكون معنا، واضطرته ظروف واشتراطات آخرين، أن يخلف ما اتفقنا عليه وذهب مع قبيلته في اتجاه آخر! 

كان العم علوي من الأفذاذ الذين لا يخلفون الوعد ولا ينكثون بالعهد، وهكذا كان أكثر الرجال حينها!

جاءت التعددية بعد الوحدة، وانحاز المسوع إلى الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان يرتبط به من قبل الوحدة.. كان عمي علوي يقول : نريد دولة فيها نظام وقانون وعدل! وكان يرى أن دولة الحزب الاشتراكي اليمني تحقق ذلك!

shape3

في انتخابات 1993 أشعرني بأنه سوف يصوت لمرشح الحزب، العزيز محمد علوي عسكر! كنت أحرص أن يكون معي، حاجة إليه ومحبة فيه، وهو صاحب تأثير كبير، ولكني احترمت التزامه، وتفهمت موقفه.

قبيل حرب 1994 (أو أثناءها!) تم إطلاق النار على قاطرة نفط في منطقة "العريف" القريب من قريته، وتم اتهامه مباشرة مع بعض أقربائه، وتم إبلاغي بأن حملة أمنية، ومن ضمنها مصفحة تطوق منزله، وتواصل بي عمي عبدربه، قائلا: عمك علوي المسوع، عندنا، والموضوع الكيت والصفة! 

كنت في صنعاء، وقلت لعمي: الرأس إليكم! التقيته في منزل عمي عبدربه، وقلت له: لن ينالك إلا ما نالني يا عّم علوي! أنا وانت واحد! ثم انطلقت إلى مدينة البيضاء، دون تدقيق عما هي التفاصيل! 

أول من صادفت، المرحوم العميد علي العتمي، مدير الأمن، وقلت له: نريد إطلاق المحابيس، فقال: هم في وجهي، شويه بس نحقق ونتحرى!

ما اقتنعت: وكان حماس الشباب عندي ما يزال قويا كما يبدو! وقال: شوف المحافظ!

ذهبت إلى المحافظ، وكان حينها السفير حالياً الزميل العزيز الدكتور علي حسن الأحمدي، وتحدثت إليه وقلت: المسوع لا يقوم بمثل هذه الأعمال، وهو عندي الآن، ولن يتوقف أو يسجن الا وانا معه! 

كان في السجن عدد من الظفريين، (أظن خمسة عشر شخصاً) موقوفين حتى يؤتى بالموسع! ووجه المحافظ إلى الوكيل المرحوم محمد العامري خطيا، بإطلاقهم. 

وبدوره وجه العامري مدير الأمن.. وكان الوقت ليلاً، فقال مدير الأمن: حاضر، لكن الصباح...! 

تواصلت بالعتمي "وتصايحنا".! ولُمت العامري الذي لم يشد على مدير الأمن في تقديري، ولعل محمد العامري يرحمه الله، الذي بدا أنه محرج مني، كان مقتنعاً بضلوع المسوع في إطلاق النار على القاطرة! 

وعدت للمحافظ، وأخبرته بأن العتمي متلكىء في تنفيذ التوجيهات، ثم أصدر المحافظ، وهو غاضب، توجيهات بإطلاق المحابيس الان وفوراً! وتم ذلك بالفعل، وفِي الليل!

والآن؛ ما أظن تهمة ناجي علوي المسوع، الذي نسف الحوثيون بيته المتواضع اليوم، أكبر من تهمة والده في 1994، ولا أظن المتحوثين، من أهل البيضاء أقل اهتماما وحنقاً مما يحدث للمسوع وغيره من ظلم وتجبر وتنكيل، لكن يبدو أن الحوثي لا يؤمن إلا بالجبروت والتنكيل والإذلال، ولا يقبل تدخل أو شفاعة أحدٍ، ولا يقدَّر أو يحترم حتى أولئك الوجهاء من أهل البيضاء الذين، وضعتهم الأقدار في صفه، وضحى بعضم معه بأبنائهم، ولا أظنهم راضون عما يفعله الحوثي بقومهم من قتل وإجرام وإهانة وتنكيل بعيدا عن الإنصاف والعدل..

ولكن يبدو أنهم عاجزون، لكن لعل للعجز وقلة الاحترام والاستهتار، ما بعدها!

كنّا نتوق إلى وضع أفضل من الوضع الذي كان عليه حكم الرئيس صالح، الذي لم يكن يخلو من المزايا، ومنها التسامح.. 

أما الحوثي، فليس له مزية واحدة، ولن يأسف عليه أحد عندما يحين وقت الرحيل، ولإفراطه في التجبر والظلم، لن يبقى طويلاً، وينقصه الآن "الغريم" الذي يعرف شغله معه، والمسألة وقت!

والمسألة أيضا هنا، ليس ادعاء بطولات أو ما يشبه، وإنما للمقارنة، بين عهد كان له وعليه، وظلنا نتوق إلى إصلاحه، وعهد الحوثي الذي لا حدود لاستهتاره وإجرامه وظلمه.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد