ذكر الصحابي عمرو بن العاص رضي عنه خمس خصال رأى أنها سبباً في بقاء الروم عند هلاك الأمم، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم:" تقوم الساعة والروم أكثر أهل الأرض"
والروم في ذلك العصر هم الغرب في عصرنا
إحدى هذه الخصال الخمس: "أن الروم أسرعهم إفاقة بعد مصيبة"
أي أنهم لا يستسلمون للبكاء على ما أصابهم من مصائب، ولا يبقون على توترهم أمداً طويلاً، وسرعان ما يعودون لممارسة حياتهم بشكل طبيعي، ويبدون بالبناء بعد الهدم
وبالتالي فقدان هذه الخصلة ينذر بهلاك فاقديها
ونحن العرب بشكل عام لا نبدع في شيء مثل الانغماس والاستغراق والغرق في المصيبة واجترار الأحزان
ولا نعشق شيء مثل عشقنا للحياة في ظلال المصائب
تقول الأستاذة أحلام مستغانمي: "أول ما نطق به شاعر عربي: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
ومن يومها ولغة أمرئ القيس تطاردنا أربعة عشر قرناً من البكاء، على حبيب أو بيت أو وطن تركناه وراءنا"
على سبيل المثل؛ تقاتل الغربيون في حروب عالمية راح ضحيتها أكثر من سبعين مليون نسمة
وتجاوزوا كل ذلك، ولم يبق في قلوبهم غل ولا حقد ولا كراهية
وقد رأينا قادتهم يلتقطون صوراً جماعية بمناسبة ذكرى نهاية الحرب
أما نحن فما زلنا نتباغض ونتلاعن ونتقاتل ونبكي وننتحب من أجل معارك كربلاء وصفين وموقعة الجمل
ونبكي الاندلس وفلسطين،
وأما عندنا في اليمن فحدث ولا حرج،
فثلة تبكي الحمدي، وثلة تبكي عفاش، وثلة تبكي حسين الحوثي والحسين عليه السلام، وثلة تبكي القشيبي والشدادي
بكاء في بكاء ولا شيء غير البكاء، وتبادل الاتهامات
"يا جماعة خلاص، ضجيتونا ، أهرمتونا شغلتونا"
من قتل الحمدي ؟من قتل عفاش؟ من قتل الحسين؟
اللي مات ربنا يرحمه، والحي أبقى من الميت
الشعب بدون معاشات، بدون دواء، بدون ماء، بدون كهرباء، بدون غاز، بدون بترول وديزل، بدون أمن، بدون وطن
ابحثوا لنا عن آلية وطريقة ووسيلة لإخراج البلاد من النفق المظلم، وإحياء موات هذا الشعب، الذي يذوق الموت كل يوم ولا يموت
ثم ابكو وانتحبوا براحتكم.
وكيل آدم على ذريته