قبل 20 عاما وصلت من قريتي في ريف العدين إلى مدينة اب وفي المدينة التي انبهرت بها كقروي استقبلتني الخرافة فور وصولي حيث سلمني أحدهم ورقة فيها رسالة من الشيخ أحمد حامل مفاتيح الحرم وأنه رأى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في المنام
وأخبره بأن يوصي أمته بأمور عدة وإن على كل شخص وصلته الرسالة أن ينسخها 13 مرة وأن من لم ينسخها واهملها يعاقب بعقوبات وحذرني من سلمني الرسالة أنني لو اهملتها سيعاقبني الله ولن أعود إلى قريتي فقلت في نفسي : هذا هو المطلوب ولن أعود إلى قريتي لأرعى الغنم فمزقت الورقة وتهت في شوارع المدينة كقروي اغبر يشاهد العجائب والغرائب وأيقنت أنني تحررت من رعي الغنم ونلت حريتي وما هي إلا ساعة حتى ألقي القبض علي وأعدت إلى القرية رغم انفي فلا أنا فررت من رعي الغنم ولا تحققت نبوة الشيخ أحمد حامل مفاتيح الحرم.!
قبل أيام وفي مدينة إب سلمني أحدهم ويبدو من منظره أنه شاب متعلم ومثقف نفس الرسالة فلحقت به وسألته من أنت فأخبرني أنه مسؤول في مكتب الثقافة بالمحافظة فزادت دهشتي وقد حملت الورقة وذهبت إلى المسجد وبعد الصلاة سلمت على إمام الجامع وأخبرته بما حدث فأكد لي أن هذه الرسالة محض خرافة وأن الجهلة هم من ينشرونها فاقترحت عليه تنبيه الناس عنها وتحذيرهم من الخرافات وتمزيق هذه الرسالة أمامهم لتحطيم هذه الخرافة في قلوبهم وعقولهم فوعدني بذلك بعد صلاة المغرب حين يصلي أكبر عدد من الناس في الجامع وبالفعل قام إمام الجامع بعد الصلاة وحمد الله وأثنى عليه وتحدث عن خطورة الخرافات والجهل ونبه الناس على أن الرسالة التي يتداولها البعض باسم الشيخ أحمد حامل مفاتيح الحرم لا صحة لها وأن العلماء قد أصدروا فتاوى عديدة بذلك وحذر منها وقد توقعت منه أن يمزق الورقة لكنه دسها في جيبه وقد انتظرته حتى خرج من الجامع فشكرته على قيامه بواجب النصح للناس وبيان الحقيقة ثم سألته :
ـ لماذا يا شيخنا لم تمزق الورقة أمام الناس كما اتفقنا
فصعقني بجوابه :
ـ لا داعي للمبالغات مش جايز يا ابني يكون الشيخ أحمد حامل مفاتيح الحرم حقيقة فيعزلني مكتب الأوقاف من إمامة الجامع .!!