حيث أغارت المقاتلات الحربية الروسية بالأمس على معسكر تدريبي لقوات «فيلق الشام»، في منطقة «كفر تخاريم»، غرب «إدلب»، ما أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح، وهذه الغارات الجوية هي الأكبر من نوعها، منذ اتفاق «سوتشي»، الموقّع بين موسكو وأنقرة، في عام أيلول/ سبتمبر 2018م.
العسكريون، الذين قصفهم الطيران الروسي، كانوا في دورة تدريبية، وفي منطقة بعيدة عن خطوط التماس مع القوات الروسية، وقوات النظام السوري، وهو ما يؤكد أن هذا القصف رسالة روسية لتركيا، رداً على نفوذها المتزايد في القوقاز، وبعد أن حقق جيش أذربيجان نتائج ملموسة وتقدماً ملحوظاً في الميدان، واستطاع تحرير الكثير من المناطق المحتلة في «قره باغ» وبدعم تركي.
تتجه روسيا إلى التصعيد مع تركيا، خاصةً بعد أن أكد وزير خارجيتها، سيرجي لافروف، الأسبوع الماضي أن: «تركيا ليست حليفاً استراتيجياّ لروسيا قط، تركيا شريك وثيق جدا في العديد من المجالات»، حيث يؤكد عدد من المراقبين على أن هذه الضربة العسكرية تعد مؤشراً على اتساع هُوة الخلافات بين روسيا وتركيا، وأن روسيا تفضّل أن تكون سوريا هي ساحة الصراع، وتبادل الرسائل الدموية مع تركيا، بعد تزايد الخلافات بينهما في مناطق نفوذهما، ابتداءً بسوريا وليس انتهاءً بليبيا وصولاً إلى «قره باغ» في القوقاز .