في الوقت الذي تتصدى الدفاعات الجوية السعودية لصواريخ وطائرات مسيرة قادمة من عند الحوثيين المدعومين من إيران؛ كان خطباء الجمعة في المساجد السعودية يقرأون تعميما حكوميا ضد الإخوان المسلمين ويذكرون حزب الإصلاح اليمني اسما لا تلميحا.
عندما اتخذت الرياض قرارها ضد الاخوان في مصر أتخذ حزب الإصلاح اليمني قرارا على الأرض بدعم الشرعية اليمنية والتحالف مع السعودية ولازال حليفا صادقا يذود أعضائه بدمائهم دفاعا عن وطنهم وعن المقدسات التي تحلم إيران بالوصول اليها.
قرار السعودية باعتبار الاخوان جماعة محظورة هو قرار سيادي لها، لكن تهيئة الشارع ضد الإصلاح اليمني يوحي وكأنه تمهيد لاتفاق مع الحوثيين والشراكة مع إيران والإمارات لمواجهة واقصاء حزب الإصلاح من أي مكاسب سياسية بعد الحرب.
كانت معادلة الحرب من بدايتها إرهاق الحوثيين والإصلاح في حرب استنزاف طويلة، يمكن للتحالف خلالها تقسيم وتفكيك اليمن، ومن ثم اخضاع الحركة الحوثية المسلحة وتسليمها حكم مناطق الشمال المغلقة، بينما هناك حليف بني على عجل (الانتقالي) سيستلم المناطق المغلقة في الجنوب.
يبدو لم تعد خطة التحالف تقسيم وتفكيك اليمن الى دويلات فقط، بل السيطرة على السواحل والموانئ ومناطق النفط والغاز، وترك المناطق ذات الكثافة البشرية في جبال الشمال والجنوب بيد الميلشيات التي يعتقدون انها خاضعة لهم، وسيصنعون حروبا طائفية ومناطقيا مفتوحة لها لاستمرار الاخضاع.
تفسير كيفية دخول القائد في الحرس الثوري الايراني حسن ايرلو واعتبار طهران أنه سفيرها في صنعاء؛ كافية لمعرفة ما إذا كانت صواريخ الحوثي الآن عبارة عن عبث ما قبل الاتفاق مع الرياض، بعد وساطات وحوارات قادتها أبو ظبي، أو أنها خطة فعلية من طهران لإدارة حرب أكثر احترافية ضد الرياض.
لا تحتمل اليمن ولا السعودية أن يتخلى أحدهما عن الآخر فبينهما حدود بأكثر من 1400كم، وانعدام الاستقرار لليمن يعني انعدام الاستقرار للمنطقة، بعكس الامارات التي لا تربطها حدود باليمن وأخطائها ضد الدولة اليمنية لا تتضرر منها، لكنها ستراعي مشاعر إيران المهددة لها.
فأين أهم للرياض اليمنيون بمختلف مكوناتهم أم الإمارات؟