الباحث المتعمق في معركة السعودية مع إيران في اليمن، لا يصل إلى نتيجة أنها هزمت ولكنها حققت جزء من الأهداف وليس كلها كما تريد، ومن الغباء أن نتوقع أن يكون من بين أي من الأهداف التي حققتها أو خسرتها استعادة الشرعية والدولة والجمهورية والديمقراطية لليمنيين، فما أهداف الرياض الفعلية؟
١) منع سيطرة إيران على اليمن كان هدفا فعليا لكنه ليس أولوية أهم من تفكيك اليمن ودولتها وأحزابها، وضرب الديمقراطية وشباب الربيع العربي وجماعة الاسلام السياسي.
٢) بناء حلفاء جدد لهم في اليمن وعند فشلهم حاولوا استعادة دعم أحد أطراف اتفاقية الطائف وهي الامامية الهاشمية.
٣) اخضاع الحوثيين وليس هزيمتهم مع سيطرة كاملة على الجنوب من خلال الإمارات، والسيطرة على حدود ونفط وغاز وسواحل وجزر الشمال وعلى ممر التجارة الدولية ومضيق باب المندب.
٤) فشل هذا الخيار دفع السعودية لتكرار مفاوضات ظهران الجنوب ومسقط ولكن بسقف أدنى من السقف السابق.
٥) السقف المنخفض للسعودية وصل الى مستوى الانسحاب من الشمال للحوثيين مع توقيع اتفاقية حدود آمنة ومنطقة خالية من السلاح بين اليمن والسعودية، لكن إعلان هذه التنازلات جاءت قبيل بضعة أيام من انعقاد قمة G20 في الرياض.
٦) ستصعد إيران وترفع سقفها وستقدم السعودية تنازلات أخرى مع وصول بايدن للسلطة في أمريكا، وقد يكون ذلك من خلال الانسحاب من مناطق وغاز وسواحل وجزر الشمال والجنوب مع سقوط محافظات شمالية وجنوبية في يد الحوثيين.
الحل المثالي للحالة اليمنية هو اعتراف الشرعية بأن حلفائنا مستنزفين وغير قادرين في تحقيق أهداف عاصمة الحزم والبحث عن تحالفات اقليمية ودولية أخرى بالذات مع الولايات المتحدة الأمريكية.
كما على الشرعية التعامل بجدية مع خبر انسحاب التحالف بقيادة السعودية من اليمن وعمل خطة استثنائية.