من سيحاكم من؟ أنتم لا تصدرون أحكامكم ضد رموزًا يمنية وحدوية فحسب، فقد شملت أحكامكم قادة ومثقفين وسياسيين وإعلاميين، عسكريين ومدنيين، بل تصدرون أحكامًا ضد وحدة البلاد، ضد مصلحة الوطن العليا، تضعون سدودًا منيعة أمام وقف الحرب، ولم الشمل، وقيام مصالحة وطنية شاملة، وبإمعانكم في الإجرام تضعون اليمن الموحد، الممزق بأفعالكم الإجرامية ونهجكم الإرهابي على حافة الهاوية.
بلغ المحكوم عليهم من محاكمكم بالإعدام حد المئات، ما يصدر عنكم على مستوى الفعل، والكلمة، واستخدام القضاء يدمر اليمن الموحد، يدمر الوحدة الوطنية ويلحق بالهوية الوطنية واللحمة الاجتماعية أضرارًا فادحة، علم بها أتباعكم الجهلة الذين يقاتلون في صفوفكم، أو لم يعلموا، وإن ما تفعلونه لا يخدم سوى أسيادكم الإيرانيين أعداء الأمة العربية.
كلما أمعنتم في التمرد، كلما أوغلتم في الجرم، وازددتم عزلة عن الشعب اليمني، ويومًا ما وكما فعل ذلك اليمنيون مرات ومرات تجاه أجدادكم، ستجدون أنفسكم محاصرين من جموع الشعب الرافضة والمتمسكة بهويتها الوطنية، سيصحح هذا الشعب العظيم قريبًا هذا المسار الذي لونتموه بالدم، وسيطهر اليمن من رجزكم.
سوف تعيشون رعبًا يلاحقكم كلما نظرتم حولكم، فما حولكم ليس سوى اليمن، وأهل اليمن، وأحرار اليمن. لن تهنوا بما استوليتم عليه من أرض، ولن تحكموا شعبًا يعتز بكونه أصلًا وفرعًا لهذه الأمة، يرفض الخنوع ولا يرى في الإمامة سوى العنصرية والعبودية التي يمقتها.
لن يمكِّنكم هذا الشعب العظيم من رقابة، حتى وإن قاتل بعض المخدوعين بكم، المضلَّلين «بملازم» جهلكم. إن ما ألحقتموه باليمن من عبث بالدولة وبالمجتمع وما سفكتموه من دماء ومن تعدٍ على الشرعية قد ألحق ضررًا فادحًا بالوحدة الوطنية، ثقوا أنكم تمضون إلى طريق مسدود. وتصنعون حتفكم بأيديكم.
كما أن عبثكم بأمن الجوار، وقتل الأبرياء واستدعاء التدخل لن يستمر طويلًا، حربكم بلغت مداها، هي كل طاقتكم في التعبير عن عدائكم لكل ما هو يمني وما هو عربي، وحده الشعب اليمني هو من سيحاكمكم، فهو وحده ميزان العدالة وكلمة الحق إذا ما تعرضت مصالحه الكبرى للخطر، وهو وحده من سيفرض السلام العادل المنشود.