الشتيمة التي وجهها المسؤول السابق في شرطة دبي بالإمارات ضاحي خلفان لليمنيين مؤخرا ليست الأولى ولن تكون الأخيرة إذ تعودنا منه بين كل فترة وأخرى نشر بعض الشتائم لليمنيين ولأن الكل يعلم أن السلطات الإماراتية لا تسمح إلا لشخصين فقط بالتحدث في وسائل التواصل الاجتماعي بحيث يتحدثون بما يتم الإيعاز لهم وهم : عبد الخالق عبد الله وضاحي خلفان , وبناء عليه فهذه الشتائم تأتي في إطار السياسة الرسمية للإمارات تجاه أبناء اليمن للتعبير عن الامتعاض من النقد الذي يوجهه أبناء اليمن للإمارات وسياستها التخريبية في اليمن ..
اليمنيون هم أصل العرب وهذه الحقيقة لا جدال حولها ولا يوجد مؤرخ في العالم ينكرها ولن يهز رسوخها شتيمة سفيه أو ادعاء مغرض .
اليمنيون هم الذين بنوا حضارة عمرها أكثر من 5 آلاف عام وهذه مدينة صنعاء التاريخية وغيرها من مدن اليمن تشهد على هذه الحضارة وهم الذين وفدوا زرافات ووحدانا ليسلموا بين يدي الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم حتى سمي العام الذي وفد فيه أهل اليمن بعام الفتح وأنزل الله فيم قرآن يتلى إلى يوم الدين قال تعالى: " إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا (2) ] النَّصر .
وقال عنهم الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم " أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا وألين أفئدة الإيمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية " .
وفي مناقب أهل اليمن عشرات الأحاديث الصحيحة فهم أول الناس شربا من حوض رسول الله عليه الصلاة والسلام يوم القيامة. قال -عليه الصلاة والسلام- : "إنِّي لَبِعَقْرِ حَوْضِي، أذود الناس لأهل اليمن"، يعني: أُبعد الناس لأهل اليمن، "أضرب بعصاي حتى يرفضّ عليهم"، يعني حتى يسيل عليهم ليشربوا أولا . رواه مسلم في صحيحه
قال النووي: هذه كرامةٌ لأهل اليمن في تقديمهم في الشرب منه، مجازاة لهم بحسن صنيعهم وتقدمهم في الإسلام، والأنصار الأوس والخزرج من أهل اليمن، قال: فيدفع غيرهم حتى يشربوا كما دافعوا في الدنيا عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أعداءه والمكروهات .
اليمنيون يا ضاحي خلفان هم الذين شاركوا بكل قوة وفعالية في الفتوحات الإسلامية وحملوا راية الإسلام إلى مشارق الأرض ومغاربها وما تزال قبورهم في جنوب فرنسا وفي الأندلس وغيرها شاهدة عليهم وما تزال التماثيل مثل تمثال الحاجب المنصور المعافري اليمني ينتصب شامخا في جنوب فرنسا وفي اسبانيا وهذا رجل من الاف الرجال من أبناء اليمن الذين حملوا راية الإسلام وأوقدوا مشاعل الحضارة الإنسانية في مشارق الأرض ومغاربها .
اليمنيون الذين تسخر منهم يا ضاحي خلفان هم الذين نشروا الإسلام في جنوب وشرق آسيا وأدخلوا أمم كثيرة في دين الله بصدق معاملتهم وأمانتهم ونزاهتهم وهم الذين بنوا النهضة الخليجية وأسأل عن التجار الحضارم ومشاركتهم في نهضة دول الخليج وفي مقدمتها السعودية يجيبك واقع الحال بما يغني عن المقال .
اليمنيون الذين تسخر منهم يا ضاحي خلفان هم الذين كسوا الكعبة وهم الذين أرسلوا من سحول إب كفن الرسول صلى الله عليه وسلم وهم الذين وفد إليهم المئات من العلماء وعلى رأسهم الشافعي ومالك وغيرهم لتلقي العلم على أيدي علماء اليمن أمثال العلامة عبد الرزاق الصنعاني وغيره وهم الذين منهم شيخ الإسلام محمد بن علي الشوكاني وفقيه العصر القاضي محمد بن اسماعيل العمراني ورائد الإعجاز العلمي الشيخ عبد المجيد الزنداني وغيرهم الكثير والكثير من العلماء والمثقفين والمفكرين .
اليمنيون الذين تشتمهم يا ضاحي خلفان وجدت في بلادهم الجامعات والمدارس والإذاعات قبل أن توجد دولة اسمها الإمارات التي كانت حتى الأمس القريب اسمها " ساحل عمان " وكان تجارها يستوردون الحبوب من اليمن ولا يملكون بعض الأغنام والخيام .
اليمنيون يا ضاحي خلفان هم الذين قال عنهم شـيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( فلما ارتدَّ من ارتدَّ عن الإسلام أتى الله بأهل اليمن الذين يحبهم ويحبونه، فقاتل الصديق بهم أهل الردة، وغلب بهم أبو بكر وعمر كسرى وقيصر) .
وما ذكرناه سابقا هو قطرة من بحر وغيض من فيض وقد تقول هذه أمجادكم في الماضي فأين أمجادكم بالحاضر؟
والجواب : لولا تآمر الإمارات وغيرها على اليمنيين ومنذ وقت طويل لكان أبناء اليمن في أفضل حال وأحسن وضع وقد كانوا حتى الأمس القريب يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه وكانوا في ستر ونعيم لولا تآمركم على اليمني وتبنيكم للمليشيا شمالا وجنوبا وإشعالكم للحروب ودعمكم للمشاريع الصغيرة ومحاربتكم للدولة واحتلال الموانئ والمطارات والجزر وتعطيل المنشآت الاقتصادية وتحويلها إلى ثكنات عسكرية كما هو الحال مع منشأة بلحاف بشبوة وغيرها لكان الوضع الاقتصادي لليمنيين أفضل بكثير فنحن لسنا بحاجتكم فأرفعوا أيديكم عن اليمن وأرحلوا عن أرضنا وغادروا اليمن الذي تشتمونه وكفوا عن دعم المليشيا وسنداوي جراحنا ونحل مشاكلنا بأنفسنا وننهض بواقعنا فاليمن مليئة بالكفاءات القادرة على معالجة مشاكل الحاضر وقيادة سفينة الوطن للمستقبل فقط عليكم أن ترحلوا من أرضنا وترفعوا أيديكم عنا .
إلى اليمنيين :
إن الرد العملي على شتائم ضاحي خلفان وغيره هو في الثورة على الوجود العسكري الإماراتي في اليمن وطردهم من اليمن ومقاطعة المنتجات الإماراتية .
لنريهم من هم أبناء اليمن فلابد من التحرك العملي على أرض الواقع فقد تطاول علينا السفهاء وبلغ السيل الزبى والله المستعان .