;
عبدالسلام محمد
عبدالسلام محمد

في وداع السيادة 1519

2020-12-30 08:29:38

 منذ سقوط العاصمة صنعاء 2014 بيد الانقلاب الذي قادته ميلشيات عبد الملك الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح؛ لم يعد هناك دولة حقيقية على الأرض، لكن تبقى رمزية للجمهورية اليمنية متمثلة في شرعية آخر عملية انتخابية 2012 التي أدت إلى وصول الرئيس عبدربه منصور هادي للحكم، وإن كان خارج اليمن.

تتعرض هذه الرمزية لإضعاف تدريجي منذ الانقلاب الثاني الذي قادته الإمارات العربية المتحدة العضو الثاني في تحالف دعم الشرعية بعد أن شكلت ميلشيات انفصالية تحت مسمى المجلس الانتقالي 2017-2019 .

shape3

قبل نهاية 2020 بدأت السعودية بالضغط لتنفيذ اتفاق الرياض الذي يهدف إلى تقاسم السلطة بين حلفاء الرئيس هادي وحلفاء الإمارات، وتضمن آلية دمج الميلشيات التي تشكلت بأجهزة الدولة الأمنية والعسكرية.

اتفاق الرياض بحد ذاته قائم على محاصصة مخالفة لدستور الجمهورية اليمنية من الأساس، وحتى مخالف لمخرجات الحوار الوطني التي تشترط الشراكة السياسية في الحكم لا الشراكة مع الجماعات المسلحة؛ وحتى يكون هذا الاتفاق نموذجا جيدا لاتفاق شبيه متوقع مع الحوثيين كان يفترض الضغط على المجلس الانتقالي التحول الى تيار سياسي ودمج قواته قبل الاتفاق.

لكن منذ صدور قرار الرئيس هادي بتشكيل الحكومة في ديسمبر 2020 وفق اتفاق الرياض دون تنفيذ حتى بنود المحاصصة فيه، يمكن القول أن رمزية الدولة اليمنية تضمحل أكثر وبدأت مرحلة أخرى مختلفة عن ما سبق تتسم بالوصاية على اليمن.

تعود الحكومة إلى عدن وستمكث في مربع فندقي آخر وان سمي قصر المعاشيق الرئاسي، لكن هذه المرة برفقة لواء مقلم الأظافر والأنياب وبدون سلاح وتحت رحمة قوات المجلس الانتقالي (أنياب وأظافر التحالف).

تتضح الصورة أكثر في إهانة أول القرارات الرئاسية قبل تشكيل الحكومة، الذي قضى بتعيين قيادي في المجلس الانتقالي محافظا لعدن وقيادي عسكري موالي للرئيس هادي مديرا لأمن عدن، ففي الوقت الذي مارس المحافظ عمله تم ازاحة مدير الأمن المعين حتى قبل وصوله عدن وصدور قرار جديد بمدير أمن آخر. 

هذه الانتكاسة أنهت كل الآمال في استعادة ولو رمزية الدولة، وكشفت أن القرار السيادي للحكومة اليمنية لم يعد موجودا البتة، ويبدو أن اليمن أصبح جزء من قرار وسيادة السعودية والإمارات اقليميا، وأمريكا وبريطانيا دوليا.

وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال التخلي عن أملنا الضئيل في الحكومة وشرعية الرئيس هادي والجيش والمقاومة على الأرض في استعادة بعض التوازنات التي تعيد هيبة الجمهورية اليمنية .

أما الامل الكبير بعد ثقتنا بسنن الله " وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم، ثم لا يكونوا أمثالكم" فهي في الشعب اليمني القادر على خلط الأوراق وتحديد وقت الانبعاث العظيم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد