مما يندى له الجبين انتشار ظاهرة الفحش والتفحش في أوساط الرجال النساء الصغار والكبار، فترى المجالس يذكر فيها أبشع الألفاظ وأسوأ العبارات والنكات القذرة، مما يخدش الحياء، ويذهب بالمروءة، ومن الفحش التصريح في سؤال المشائخ والعلماء في أمور شخصية وزوجية يستحي الإنسان من سماعها فضلا عن قولها، وكذلك يقع كثير من العلماء والخطباء في هذا الخطأ فيصرحون ولا يكنون حتى أن الواحد ليشعر بالخجل ويستحي من سماع تلك الخطب والمحاضرات، والأصح هو استخدام ألفاظ الكناية عن ذكر العورات وكل ما يستبشع ذكره .
وقد نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عن الفحش، ولا يريد الشارع أن يتعود لسان المسلم على السب والشتيمة واللعن مطلقاً، وتأمل طريقة القرآن في الكناية عما يستبشع ذكره ويستحيا منه. ألم تر أن الله كنّى عن الجماع بالملامسة، والمباشرة، والإفضاء، والرفث، والسِّر، وقد قال بن عباس: [إن الله كريم يكنِّي ما شاء، وإن الرفث هو الجماع] . وللرجال حياء : والحياء خلق يجب أن يتحلى به كل مسلم ذكراً كان أم أنثى والمصيبة إننا نعلم أبناءنا الذكور قلة الحياء منذ الصغر فإذا رأيناه يستحي مما يستحى منه عبنا عليه ذلك قائلين له "أنت رجال لا تستحيش أو أنت مرة " وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها " طبعاً زمان ما ذلحين معيستحينش " وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه رجل تستحي منه الملائكة لشدة حيائه . يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاء إذا لم تخش عاقبة الليالي وإن لم تستح فاصنع ما تشاء يقول صلى الله عليه وسلم " إن الله إن أراد أن يهلك عبداً نزع منه الحياء ".