منذ مطلع العام الحالي (2021م)، أي خلال 12 يوما فقط، قام محافظ شبوة، محمد بن عديو، بتدشين عدد من المشاريع التنموية الهامة في المحافظة، حيث أعلن عن وصول أول باخرة شحن إلى ميناء "قنا" بعد تشغيله، وقام بافتتاح مشروع "المعهد الصناعي التقني" في مدينة "عتق"، بعد إعادة ترميمه وتأثيثه، وقام بتوقيع عقد مشروع "إعادة إعمار ثانوية الأوائل النموذجية"، في "عتق" أيضا.
كما قام بتوقيع عقد آخر لتأهيل وترميم كلية "النفط والمعادن" في مركز المحافظة، والثاني لترميم "ثانوية الفاروق" في مديرية "جردان".
وأعلن عن قرب تشغيل قطاع "جنة" النفطي في المحافظة (ربما تتم عملية إعادة تشغيل هذا القطاع النفطي الهام قبل نشر هذا التقرير).. فالمحافظ بن عديو شعلة من النشاط يسابق الزمن في تدشين مشاريع تنموية، واتخاذ قرارات حازمة، جعلت من شبوة المحافظة اليمنية الأولى من حيث الأمن والاستقرار، ومن حيث عدد المشاريع التنموية، التي تم تدشينها خلال العام الماضي (2020 م)، ويبدو أنها ستكون المحافظة الأولى بعدد المشاريع التنموية، التي سيتم تدشينها خلال هذا العام.
فكيف نجح المحافظ بن عديو - دون غيره- رغم تهميش الحكومة ومؤامرات الانتقالي؟
وما الأسباب التي جعلت من شبوة المحافظة الأول في الأمن والاستقرار والتنمية؟
وما سر الهجوم الحاد، الذي يشنه إعلام الانتقالي، ضد بن عديو بشكل متواصل؟
مكافحة الفساد المالي والإداري
منذ تعيينه في 26 نوفمبر /تشرين الثاني 2018، شرع المحافظ محمد بن عديو في تجفيف منابع الفساد المالي والإداري في المحافظة، حيث قام بفتح ملفات الفساد في شركة النفط، ووضعها تحت التحقيق، ووجد اختلاسات مهولة وتلاعبا كبيرا، فقام بوضع حد له.
وفي 27 ديسمبر /كانون الأول 2018 (بعد شهر من تعيينه) قام بن عديو بإيقاف أحمد محسن الأحمدي مدير عام "الصناعة والتجارة" في المحافظة، وصالح محمد الحامد مدير إدارة "السجل التجاري والصناعي والأسماء التجارية" في المكتب، مؤقتا وإحالتهما إلى التحقيق.
وخلال العامين الماضيين (2019م و2020م) أصدر بن عديو قرارات بإقالة ومحاكمة أكثر من 30 مسؤولا في المحافظة، في حملة مكثفة لمحاربة "الفساد المالي والإداري"، وكان آخر هذه القرار ما أصدره يوم 4 يناير /كانون الثاني الجاري، حيث أصدر قرارات بإقالة عدد من مدراء العموم، وإحالتهم إلى التحقيق، وتكليف آخرين خلفا لهم.
وقد تضمنت القرارات: إقالة مدير "الأشغال العامة"، ومدير "هيئة الأراضي"، وثمانية من مدراء الإدارات، وإحالتهم إلى التحقيق، ومنعهم من السفر بشبهة "استغلال الوظيفة، والإضرار بالمصلحة العامة والحقوق الخاصة" للمواطنين والمستثمرين.
لقد اتّبع المحافظ بن عديو سياسة إدارية صارمة وتجفيف لمنابع الفساد وتطبيق دقيق للنظام والقانون ومبدأ الرقابة والمحاسبة، فحقق نجاحات كبيرة، ووفّر مليارات الريالات لخزينة الدولة، وقام بضبط العشرات من المخالفين والفاسدين، وعمل على إحداث تغييرات إيجابية كبيرة في عمل السلطة المحلية.
ترسيخ الأمن والاستقرار
استطاع بن عديو والأجهزة العسكرية والأمنية في المحافظة، خلال العامين الماضيين، القضاء على محاولات التمرّد، التي تقف خلفها مليشيا الانتقالي التي حاولت بكل السبل والوسائل نقل الفوضى والعنف إلى هذه المحافظة، لكن قوات الجيش والأمن كانت لها بالمرصاد، حيث استطاعت إفشال عناصر الانتقالي وتمكنت من إلقاء القبض على العشرات من خلاياهم الإجرامية، وتمت إحالتها للقضاء، بعد ضبطها متلبسة بجرائم تتنوع بين محاولة اغتيال المحافظ وتفجير أنابيب النفط والغاز، والهجوم على أقسام الشرطة ومعسكرات الجيش.
كما تمكنت قيادة السلطة المحلية من تفكيك مليشيا الانتقالي في المحافظة، ممثلة بالنخبة الشبوانية”، ودمجها في قوات الجيش والأمن، والقضاء على الخلايا التخريبية للانتقالي وضبطها، ومنع أي نشاط تخريبي في هذه المحافظة.
هذه التجربة "الشبوانية" الناجحة في إرساء الأمن والاستقرار والنهوض والتنمية، جعلت المحافظة محط أنظار المستثمرين ورجال المال والأعمال، وجعلت من تجربة شبوة في ترسيخ الأمن والاستقرار تجربة يمنية ناجحة، تستحق أن نتوقف عندها، وأن نجعلها نموذجا للنجاح الأمني يمكن تعميمه في بقية المحافظات المحررة.
تنظيف شبوة من المليشيات
من أبرز أسباب نجاح المحافظ بن عديو أن المحافظة لا وجود فيها لسلطة الانتقالي وميلشياته، خاصة بعد إدماج جنود "النخبة الشبوانية" في الجيش الوطني، وإنهاء ازدواجية المؤسسات العسكرية، إذ كان استيلاء مليشيا الانتقالي (الموالية للإمارات) على عدن وأجزاء من أبين كارثة على أبناء هذه المناطق، حيث فشل الانتقالي في إدارة هذه المناطق فشلا ذريعا، كما فشل في بسط الأمن والاستقرار فيها فكانت مسرحا لحوادث العنف والاغتيالات والفوضى والسطو المسلح على المحلات التجارية والنهب المنظم للممتلكات الخاصة والعامة والسطو على أراضي الدولة والبناء العشوائي عليها.
فشل الانتقالي في تقديم أبسط الخدمات في عدن وأبين، مثل: الكهرباء والمياه والنظافة ورفع المخلفات من الشوارع، وتحولت عدن في عهده إلى مدينة منكوبة، حيث انهار القطاع الصحي، وأغلقت المستشفيات والوحدات الصحية، وزادت أزمة السيول من مفاقمة الوضع، فانتشر البعوض والحميات، وتوفي مئات الناس، وكان مشهد القبور الجماعية مفزعا بكل المقاييس.
لقد فشل الانتقالي في عدن وأبين رغم كل الإمكانيات التي سُخرت له من قِبل الإمارات والسعودية، وسطوته على إيرادات الدولة..
بمقابل هذا الفشل، هناك نجاح حققه المحافظ بن عديو، رغم محاصرته من قبل الإمارات وأدواتها، ومنع ناقلات النفط من الوصول إلى عتق.
لقد فضح بن عديو مشروع الانتقالي وكشف زيفه ومخططاته الخطيرة، ووقف مع الجيش والأمن في "شبوة" سدا منيعا أمام كل محاولات الانتقالي لنقل الفوضى والعنف والتخريب، ولذا وضع الانتقالي محافظ شبوة هدفا لحملاته الإعلامية المتواصلة.
التجربة "الشبوانية" التنموية أكدت أن المحافظات، التي لا وجود للانتقالي فيها، هي الأكثر أمنا واستقرارا وتنمية، والمحافظات التي يحكمها الانتقالي هي المنكوبة والغارقة في دوامة الفوضى والعنف وغياب الخدمات وانعدام الأمن والاستقرار.
* عن موقع قناة بلقيس