قرأت في إحدى الصفحات هذه الجملة المفيدة التي دفعتني لكتابة مقالتي هذه : " أن الدجاجة تضع بيضاً -والبقرة تدر لبناً – وعصفور الكناري يغني بصوت جميل - أما الكلب فلا يُحسن إلا الحُب" انتهى وأنا اعتقد أن هناك الملايين من البشر لا يُحسنون إلا الحُب وحالنا نحن العرب وحكايتنا مع الحب حكاية طويلة لا تنتهي فكل حياتنا حب في حب والمشكلة الكبرى والأدهى تكمن في كون أننا لا نعرف سوى نوع واحد فكلنا مغرمون بالحبيب وغارقون في بحور عينيه , أما حب الله تعالى، أما حب الوطن وحب العمل فلا نعرف عن ذلك شيئا ، وإذا ما نظرنا في تاريخنا القديم والجديد وجدنا المئات من قصص الغرام والحب والهيام " فقيس وليلى, وجميل وبثينة , وكثير وعزة, وقيس ولبنى وكلها قصص واقعية . وإذا ما فتشنا أدب الغرب وتاريخهم لن نجد سوى قصة حب واحدة هي الأشهر على الإطلاق "روميو وجولييت" وهي رغم وأحديتاها ليست إلا نسج خيال . وهكذا نحن العرب دائماً غارقون في الحب ولا نجيد سواه ونرى الغرب وقد صعد القمر ويخطط لبنائه ونحن مازلنا نتغزل بالقمر ونردد : ويا قمر الأفق عُد راجعاً - فقد بات في الأرض عندي قمر وعلى بابي واقف قمرين أفلست معي عزيزي القارئ بأننا نشبه الكلب في هذه الخصلة؟ وإذا ما أردنا أن لا نكون مثله فلابد أن نجعل الحب يضع بيضاً ويدر لبناً ويغني بصوت شجي .
أحلام القبيلي
حتى لا تكن مثله 896