إذا كان ترامب أضعف القرار الأمريكي بخلافاته مع الديمقراطيين وبعدم اعترافه بنتيجة الانتخابات، فإن بايدن دشن مرحلة حكمه بإسقاط رمزية مؤسسات الولايات المتحدة وداس على مشروع مكافحة الإرهاب بقدميه.
عندما أعلنت خارجية ترامب من خلال الوزير بومبيو تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية ساقت مبررات كثيرة وليس أقلها تهديد الجماعة لممر التجارة الدولي، وها هو وزير خارجية "بايدن" أنتوني بلينكن يمضي في طريق رفع الجماعة من قوائم الإرهاب دون حتى انتظار بيان من قبلهم بالتخلي عن العنف والعودة لطاولة السلام.
هذا لم يعد عمل مؤسسات دولة بحجم أمريكا، بل لعب بلايستيشن بين الجمهوريين والديمقراطيين.
فرئيس أكبر بلد في العالم يتصرف بناء على صراع حزبه مع الحزب الحاكم السابق أو من خلال قناعته الشخصية ضد سلفه، فيما يتعلق بقرارات حكومية لها ارتباط وثيق بسمعة أمريكا وسمعة أهم برنامج لها مكافحة الإرهاب؛ فباعتقادي لن يكون رئيسا قويا ولن يفرض السلام في المنطقة.
المؤشرات التي حملها قرار بايدن رفع الحوثيين من قوائم الإرهاب لا يدل على منح طهران فرصة جديدة لإبداء حسن نوايا قبيل عودة المفاوضات فقط، لقد أعطاهم هدية لأربع سنوات قادمة تمكنهم من استكمال مخطط فوضى الشرق الأوسط.
مع بايدن يبدو أننا على موعد مع حرب في المنطقة وليس مع السلام كما يدعي، أما تعقيدات المشهد اليمني فهي أكبر من تنظيرات الديمقراطيين بشأن سلام مستدام لليمنيين.