من الخطأ أن تعلن واشنطن رفع الحوثيين من قوائم المنظمات الإرهابية، في وقت تشن الجماعة وبدعم إيراني هجمات مكثفة على مأرب التي تأوي ثلاثة مليون إنسان مدني .
من المؤسف أن يأت قرار رفع الحوثيين من قوائم الإرهاب بعد 24 ساعة من استهداف طائرة مدنية في مطار أبها، وبعد سلسلة هجمات مكثفة وإطلاق الصواريخ والدرونز المتفجرة على المنشئات المدنية السعودية.
هذا الخطأ يعتبره الحوثيون أنه ضوء أخضر لإكمال سيطرتهم على اليمن، والإضرار بمصالح السعودية.
بالنسبة لليمنيين من الواضح أن معركة مأرب أعادت توحيد صفوفهم، وقد تتحول إلى معركة تحرير صنعاء وليس الدفاع فقط عن أهم مدينة ذات رمزية كبيرة للشرعية اليمنية.
تحتاج الشرعية والتحالف إلى إعادة تقييم إستراتيجية التعاون مع القوى المحلية والإقليمية وتخطي نقاط الضعف والدفع بأوراق القوة إلى الواجهة.
إدارة بايدن شجعت المجتمع الدولي للضغط لإيقاف الحرب في اليمن، لكن ماهي الحرب التي يرونها ولا نراها، وماهي الحرب التي نراها ولا يرونها؟
يَرَوْن دعم السعودية حربا بينما هجمات إيران ليست حربا، وسيبادرون بوضع تصور لشراكة الحوثي في إدارة مأرب إذا فشل في تحقيق هدف السيطرة الكاملة.
بقاء الجيش اليمني والتحالف العربي في وضعية الدفاع عن مأرب فقط لن يفشل المخطط الإيراني بالوصول إلى مناطق النفط والغاز، فبحجة تجنيب المدنيين الحرب سيضغط المجتمع الدولي لإشراك الحوثيين إدارة النفط والغاز في مأرب ما يعني السيطرة بشكل آخر، ولذلك لابد من رد نوعي يربك إيران والحوثي.
أين سيكون الرد النوعي لإعادة التوازنات بين الشرعية والحوثيين قبل إطلاق عمليتهم الأخيرة للوصول إلى مناطق النفط والغاز في مأرب؟
إن فقدان الحديدة كمنفذ أخير للحوثيين على البحر سيعيدهم لطاولة التفاوض، كما أن فتح جبهة في البوابة الجنوبية للعاصمة صنعاء بني ضبيان وخولان مربك للحوثيين.
لابد من تشتيت تفكير الحوثيين المتمركز نحو السيطرة على مأرب أو من أجل الشراكة في إدارة النفط التي تعتبر سيطرة غير مباشرة تمكنهم من نقل قواتهم إلى مأرب بحجة حماية المنشئات النفطية.
فالتحرك لاستعادة الجوف ونهم وتحريك جبهات البيضاء والضالع وتعز وحجة مهم لزيادة ارباك الحوثيين.
من الأهمية فتح جبهات غير عسكرية الى جانب العسكرية لإرباك وتشتيت ذهنية الحوثيين المتمركزة اتجاه مأرب، ومن ذلك سحب الاتصالات من صنعاء، لأن ذلك سيحدث ارباكا أشد من سقوط الحديدة من أيديهم، كما أن على الجيش وأجهزة الأمن القيام بعمليات لمعاقبة والقبض على قياداتهم خلف خطوط الحرب.