الأخبار التي سمعتها وقرأت عنها تقول: إن القمامة يمكن أن تكون مصدراً هاماً من مصادر الطاقة، تماماً كالبترول، ويمكن استثمارها والاستفادة منها بحيث تصبح أحد موارد البلاد الأساسية وقد ذكر الإعلامي السعودي احمد الشقيري في برنامجه الرائع خواطر :
أن "إسطنبول" عام 1994 كانت تعيش منازلها على التدفئة بالفحم شتاء، لذا فإن المدينة كانت مغطاة دوماً بسحابة كثيفة من الهواء الأسود، أما الآن فإن 95 % من منازل المدينة بها خدمة الغاز الطبيعي . وحتى تصبح المدينة خالية تماماً من التلوث، لجأ أردوغان إلى تحقيق أقصى استفادة من القمامة، حيث تم إنشاء مشروع ضخم لتحويلها إلى ماء وكهرباء .
ومن خلال 500 شاحنة كبيرة، يتم يومياً جمع القمامة من المدينة وتفرش بها الأرض في منطقة منعزلة، ثم توضع الرمال فوقها حتى يُمنع عنها الأوكسجين لمدة عامين، وخلال تلك الفترة تقوم أنابيب كبيرة بشفط غاز الميثان من القمامة وتحويله إلى مصنع لإنتاج الكهرباء .
وبحسب ما ذكر الشقيري فإن الطاقة الإنتاجية لهذا المصنع تكفي لإنارة حوالي 100 ألف منزل في "إسطنبول ".
المياه الملوثة الموجودة بتلك القمامة لا يفرط بها أيضاً، وإنما يتم تحويلها إلى مصنع لتطهير المياه وتنقيتها، لتخرج بعد ذلك في صورة صالحة للزراعة والاستهلاك الآدمي .
القمامة يا عالم، القمامة يا ناس، وإحنا ما استفدناش من البترول والغاز يا ليت وتركيا تسلفنا أردوغان سنة واحدة بس، نشوف أمورنا ونرجعه . هل تعلم : أن هناك دولاً تحقق ارباحاً طائلة من وراء الاستفادة من القمامة .
صناعة تدوير المخلفات من أهم الصناعات الواعدة في العالم وتستأثر بنصيب وافر من الاستثمارات الصناعية أن الصين توسعت في إنشاء مصانع تدوير النفايات حتى وصل بها الأمر إلى استيراد القمامة من بعض دول العالم الثالث، أو كالمغرب التي استطاعت من خلال عمليات التدوير أن تنتج مواد عازلة للصوت، هذا بالإضافة إلى إندونيسيا صاحبة الباع الطويل في مجال تدوير القمامة .
أن عالماً بريطانياً ابتكر طريقة لتحويل قشر البرتقال إلى نفط باستخدام الفرن الكهربائي "المايكروويف"، وان جامعة يورك التي يعمل بها دفعت إلى تأسيس شركة تحمل اسم أوبيك البروفسور كلارك يعتقد أيضاً أن اكتشاف .
سيحقق منافع لمحطات توليد الطاقة الكهربائية من خلال مضاعفة إنتاجها، فيما قررت جامعة يورك إنشاء شركة باسم "أوبيك"، وهي اختصار لاسم "شركة استغلال قشر البرتقال" ولا علاقة لها بمنظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبيك"، بدعم من مستثمرين من البرازيل واسبانيا لإجراء المزيد من الاختبارات حول طرق الاستفادة القصوى من جبال النفايات الناجمة عن صناعة عصير البرتقال .