عندما سألتها: الا ترين أنك أفضل حالا من غيرك؟ غيرك معاق، لا يستطيع الحركة، وأنت تمارسين حياتك بشكل طبيعي وإن كان فيها بعض الصعوبة قالت: يا عزيزتي هناك من الفتيات من يعيقها حب الشباب إذا ظهر على وجهها وهناك من النساء من إذا ظهر كلف من أثر حملها تحولت حياتها إلى حزن وهم وشقاء فما بالك بشعور فتاة معاقة سواء خاضت معركة الحياة أو انتكست نفسيتها وانزوت واستسلمت للألم النفسي . سماح امرأة فقدت رجلها في عمر الطفولة، إثر سقوط حجر تسبب في كسرها ثم بترها تروي لنا بعضاً من فصول قصتها مع الإعاقة : عندما استيقظت من أثر تخدير عملية بتر الرجل واستعدت وعيي أردت الحركة فلم أستطع وتفاجأت بأنهم بتروا رجلي ،أطلقت صرخة دوت في كل أرجاء المستشفى : أماااااااه ،أين رجلي؟ ولم أهدأ من نوبة البكاء والصراخ إلا بعد أن ضرب لي الطبيب إبرة مهدئة انتكست حالتي النفسية، وفقدت ابتسامتي وماتت فرحتي ثم أصبحت عدوانية أضرب كل شيء أمامي ، بشر، حجر ، شجر ، حيوانات وفي إحدى مستشفيات تعز راني طبيب سويدي تكفل بعلاجي وشراء رجل صناعية وكلما كبر سني غير لي الرجل الصناعية لتناسب طولي وكان يشجعني ويزرع في الأمل بعدها بدأت استعادة ثقتي بنفسي، ومدني الله بقوة تحمل غير طبيعية ولم يكن يصعب علي فعل شيء وحاولت تغطية النقص باستعراض النعم الاخرى التي منحني الله إياها لكن هناك كلمة كانت ومازالت تجرحني وتزهق روح سعادتي وتسفك دماء تتفاءلي وتسبب لي انتكاسة ؛"عرجاء" ،"معاقة " يا لها من حروف حادة وكلمة سامة إضافة إلى نظرات الفضول الممزوجة بالشفقة؛ سلامات ، ليش تعرجي؟ كانت هذه الكلمات وتلك النظرات جارحة وقاتلة أكثر من الإعاقة نفسها طبعاً في البداية ظننت الأمر عابراً ، وسيأتي يوم و تنتهي فيه مأساتي ولما عرفت أنه أمر قد قضي ، وقدر قد كتب علي وليس أمامي سوى الرضا والتعايش معه ، مارست حياتي بشكل طبيعي ، خالطت الناس ودرست وتزوجت وانجبت فأنا أحسن حالا ممن فقد بصره ، ومن هو مقعد ، ومن هو معاق عقلياً .
أحلام القبيلي
قصة معاق "يوم فقدت رجلي" 1111