يردد بعض سياسي اليمن والخليج العربي مايشبه استخلاص تجاه استراتيجية ايران تجاه وحدة اليمن بالقول ( أن إيران تدعم انفصال اليمن وانها مهتمة بشمال اليمن بمحاذاة السعودية )
ودون الخوض في حثيثيات او (سنارة ) الطعم الذي يصدره المطبخ السياسي الايراني على لسان قيادات حوثية بانهم مع ( الحوار بين الشمال والجنوب ) لتقرير مستقبل العلاقة فيما اذا استطاعت مليشيات الحوثي ( وذلك بعيد المنال ) السيطرة على المحافظات الشمالية
وللوهله الاولى يبدو هذا الانطباع سطحي
وساذج لهذه الاسباب
الاول
سبق وان كرر الحوثي هذا الوهم منذ مؤتمر الحوار وماقبل استيلاءه على صنعاء
ولم تمض اشهر على تمكنه من دخول صنعاء حتى اتجه نحو الجنوب لاستكمال سيطرته على اليمن وهو مايرفعه كشعار معلن حتى الان ( بتطهير كل شبر في اليمن من مايسميه بتواجد العدوان ويقصد التحالف العربي )
الثاني
ايران دولة استعمارية ذات جذور حضارية فارسية وتطمح لاستعادة نفوذها وحضارتها البائدة
وترى ان تواجدها في مضيق باب المندب وخليج عدن وبحر العرب كنقطة اتصال مباشرة مع البحرية الايرانية ستتوجها بلا منازع كدولة قائدة في المنطقة والتحكم بباب المندب وخليج عدن ومضيق هرمز كشريان دولي للتجارة العالمية وخطوط نقل النفط والمضايق الاستراتيجية
ايران لاتهتم لشمال اليمن الا كجبال وكهوف يتحصن فيها مليشيات الحوثي وتستخدمها كمنصة اطلاق ضد السعودية
اما رؤيتها الاستراتيجية كدولة استعمارية تريد فرض تفوذها في المنطقة فهي باتجاه السيطرة على طرق الملاحة والممرات الدولية ووجود اتصال مباشر مع وكيلها اليمني ( مليشيات ) الحوثي عبر بحر العرب
إيران لا تقاتل في اليمن من اجل كهوف وجبال مران
إيران تريد نفط وغاز مارب وشبوه
وبحر العرب على شواطئ المهرة
وباب المندب وميناء وخليج عدن كنفوذ دولي
لذلك فان معركة مارب الذي تخوضها ضد مليشيات ايران
هي معركة لحماية اليمن شماله وجنوبه
ولحماية الجزيرة والخليج
انها فعلا معركة ( قادسية العرب ) الحديثة ونتائجها ستحدد مستقبل اليمن والجزيرة
وباذن الله فإن مارب كرمز لليمن وجمهوريته وحضارته وهويته ستكسر المشروع الفارسي
وتصنع لحظة الانتقال الحضارية لليمن وجيرانها