الغرب يدرس الآخر دراسة وافية ودقيقة ولديهم مراكز دراسات وأبحاث وفرق من الباحثين يتم تفريغهم لدراسة ظواهر وجماعات وحركات وواقع بلدان محددة وعلى ضوء هذه الدراسات وخلاصاتها وتوصياتها يتخذون قراراتهم فيعادون جهات ويدعمون أخرى ويتغاضون عن جهات ويراقبون أخرى ويحاولون استيعاب البعض ومحاربة الآخرين وهكذا وبما يخدم مصالحهم ويحقق أجندتهم ..
والعالم الإسلامي قد شكل منذ قرون بؤرة اهتمام الدول الكبرى وقد عرفوا عنه كل شي فمثلا لقد وجدوا الفرقة الصوفية القبورية التي تتمسح بالقبور وتدعوا للشركيات وتكرس الخرافات وتبني الأضرحة وتستغيث بالموتى هي الفرقة التي تستحق الدعم والتشجيع منهم ليس لكونها لا تشكل خطرا عليهم وعلى مصالحهم بل لكونها ايضا تخدم مخططاتهم وتحقق مصالحهم ولذا قدموا لها الكثير من الدعم والمزايا والتسهيلات ووجهوا أدواتها في المنطقة - الإمارات مثلا - باستضافة كبار الصوفيين وتبنى دعم مراكزهم ووسائل اعلامهم ونشر كتبهم وأديباتهم ..
وفي المقابل صارت الإمارات بتوجيه أمريكي غربي صهيوني ترصد المليارات لمحاربة تيارات إسلامية أخرى وتسعى لقتل قياداتها وسجنهم وتشريدهم وصارت تتبنى الثورات المضادة وتحارب التيارات الإسلامية الكبرى في العالم ممثلا بجماعة الإخوان والسلفية المعتدلة بكل السبل والوسائل حيث تقوم وسائل اعلامها الإجرامية بشيطنة هذه التيارات ورموزها وادبياتها وتشويهها ونشر الافتراءات والأكاذيب عنها ويدعمون كل مليشيا إجرامية وكل طائفة إجرامية وكل صاحب مشروع صغير وإرهابي بشرط أن يحارب هذا التيار من الإسلاميين .!!
لماذا يدعمون أولئك ويحاربون هؤلاء؟!
ألم نسأل أنفسنا يوما لماذا؟!
والجواب : أن هؤلاء الصوفية القبورية هم الفئة المطلوب تصدرها فهي أدوات الظلمة والمستبدين ومطايا الاستعمار واعوان المستعمر الغازي والمستعمر الوطني وهي من تدبج له الفتوى ومن تشيد بأفعاله وتثني على كوارثه وتمنحه المشروعية لدى الناس ...وهي من تفت في عضد الأمة وتغرقها في الجهل والخرافات والشركيات والبدع والضلالات فتظل مخدرة غائبة عن الوعي فيفعل الحاكم ما يشاء ويعربد المستمر كما يريد ويطغى وينهب ويقتل والشعب مشغول بلقمة عيشه والنخبة موزعة الولاءات وهؤلاء الصوفية القبورية يشغلون الناس بالموالد والأضرحة وزيارة الأولياء والغناء والرقص في المساجد فيتحول المتدينون إلى دراويش ومريدين بأيدي القطب الخادم للحاكم ولأسياده في الدول الكبرى ، يقول الأكاديمي والمفكر الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري : «ممـا له دلالـته أن العالم الغربي الذي يحارب الإسلام، يشجع الحركات الصوفية. ومن أكثر الكتب انتشارًا الآن في الغرب مؤلفات محيي الدين ابن عربي، وأشعار جلال الدين الرومي، وقد أوصت لجنة الكونغرس الخاصة بالحريات الدينية بأن تقوم الدول العربية بتشجيع الحركات الصوفية؛ فالزهد في الدنيا والانصراف عنها وعن عالم السياسة يضعف ولا شك صلابة مقاومة الاستعمار الغربي ».
ان أتباع الصوفية القبورية الداعية للشركيات والخرافات فضلا عن كونهم يفسدون عقائد المسلمين هم طابور خامس للأنظمة الإجرامية وأدوات لها وللمستعمرين القدامى والجدد وهم الفئة الذين رضي عنهم اليهود والنصارى لأنهم يتماهون مع أجندتهم ويحققون مصالحهم ويشكلون جزء من مخططاتهم للسيطرة على المنطقة ...
هم الإسلام الأمريكي والفرنسي المطلوب.. إسلام الدروشة والرقص والطرب في المساجد بينما الإسلام الصحيح كما قال الشاعر :
اسلامنا لا يستقيم عموده بغناء
صوفي في زوايا المسجد ...
إسلامنا نور يضيء طريقنا
إسلامنا نار على من يعتدي ..