سينظف الجميع يده من كارثة المشاركة في الانقلاب على الدولة اليمنية في سبتمبر 2014 ، بدأ ذلك الخليجيون ثم الأمريكيون والأوربيون ثم علي عبد الله صالح والآن المبعوث الأممي السابق ، وسيأتي اليوم الذي يتخلى الهاشميون عن الحوثي وربما حتى إيران ستقول أنها لم تدعم ارتكاب الجرائم التي نفذتها جماعة الحوثي ارتكابها، حتى ربما يأتي اليوم الذي سينكر الحوثي علاقته بالانقلاب أمام المحاكم الوطنية، لأن الحرب التي أودت بربع مليون يمني وملايين المعاقين والنازحين لن تكون مجرد نزهة ، فهناك ثارات معقدة، مالم تستعاد الدولة ويبدأ القضاء بتحقيق الإنصاف والعدالة.
والمستفيد من مقابلة بن عمر الآن هو المستفيد من اعلان طارق صالح مكتب سياسي بعيدا عن الشرعية.. بقاء الصف الجمهوري المعادي للحوثي في حالة عداء وتشرذم تخفف على الحوثي وإيران.
قد يكون كل ما يقوله بن عمر صحيحا لكن توقيته خطير لأنه سيعيد الصراع داخل الكيانات التي تقف ضد الحوثي ومنها حالة الخلاف بين عائلة صالح وشباب الثورة، أما طارق صالح فيريد أن يحصل على نصيب في الشمال يوازي الحوثي والشرعية في حال وجود اتفاق، رغم أن قواته لم تخض أي معركة مفصلية إلى اليوم، لكن من يضمن أن لا يجره ماضيه للعودة الى تحالفات مع الحوثي ضد من يسميهم الاخوان وتتكرر الحروب ويستفيد الحوثي من سلاحه وكفاءة قواته.
على طارق صالح أن يخوض معركة الجمهورية باتجاه الحديدة أو إب ثم صنعاء حتى يفرض واقعا عسكريا يستطيع من خلاله تمثيل قواته سياسيا، أما القفز من فوق التضحيات فهو بمثابة تكرار للفشل الذي يستفيد منه التيار الإمامي .
ثم فإن أي تمثيل سياسي لقواته خارج المؤتمر الشعبي العام والشرعية يضعه كطرف من الأطراف المناهضة للدولة إلى جانب الحوثي والانتقالي، وللعلم مثل هذه اللعبة قادر أن يعملها حزب الاصلاح ويفتح مكتب سياسي لتنظيمات جديدة ومتعددة في كل محافظة ويعتمد في ذلك على تضحياته الميدانية مع القبائل والجيش، وبالتالي يحصل على تمثيل واسع لو أراد.
الذكاء السياسي أحيانا قاتل بما فيه الكفاية .
