إن الناظر لحال الإعلام اليمني في شهر رمضان المبارك يحصل أدلة كثيرة على ازمة المحتوى الإعلام في المرئي والمسموع، تعذب وتعاقب نفسك التي لا بديل لذلك رداءه وازمة محتوى، ولسان حالنا يقول: إني لأفتح عيني حين أفتحها على كثير ولكن لا أرى أحدا .
مشكلة المحتوى الإعلام اليمني بسيطة: يوجد وفرة في القنوات وأزمة في المحتوى الجيد السوق الإعلام غير قادرة على إنتاج محتوى جيد كاف لكل هذه القنوات الإعلامية .
المشكلة الأكبر هنا هي مصدر التمويل. كيف يمكن لوسيلة إعلامية أن تكون بعيدا عن تأثير الممولين؟
والمشكلة الاخرى إن القنوات الفضائية تحرص على علمنة رمضان مع إدراك قيمة هذا الشهر الفضيل ومركزيته في حياة المسلم وحياة أمته، تتكالب أجهزة الإعلام في تصعيد مستوى الإغواء، فيتدفق سيل الملهيات عبر الشاشات اليمنية تدفقا مفزعا لعرض كل ما يصادم الدين ويطعن في المعتقد، وعلى طيلة الشهر تتنوع المواد التي تستنزف انتباه مختلف الشرائح العمرية، وتتوزع الرسائل المقدمة من زرع للشبهات إلى إثارة للشهوات وتهوينٍ للمحرمات، مع استغلال الدراما واستمالة العاطفة لتمرير الأفكار دون وعي المتابع .
يقدم هذا بدعوى نقل الواقع، بينما هو صناعة وتشجيع على واقع يراد تعميمه، حتى تبلغ إباحية بعض البرامج حدا فجًا يجاوز كل حدود .
وترى شبابنا بعد رمضان ينشروا لقطات صور لفتيات الممثلات سافرات عاريات بين ناقد وساخرا وناكر !!
ولك أن تتخيل إن تنشر القناة ضعف محتوى مع مقاطع لنساء عاريات إعلام هزيل، تظن المؤسسة الإعلامية إن قوة المحتوى هو بقوة جمال البنت صوت مراهقة وفصاعة شاب وسفاهة كبير ووساخة طفل وهبالة رعوي ومجنانة ولوثة عاقل، بل شوه المواطن اليمني.
"وما جنينا منك يا اعلام الا الخباثة والتجهيل والتمزيق والاغواء عن الدين والوطن" .
وعلى هذا إن المواجهة أصبحت ضرورة لا خياراً، امام علمنة رمضان فالإسلام والعادات والتقاليد وكل الاحكام ترفض المواقف السلبية بين الإنسان ومجتمعه، فمن الضروري يكون هناك اعلام إسلامي ووطني مواجهة حالة الضياع التي يعيشها يمننا خاصة من بعد انقلاب2014 الذي سيطر المتمردين الانقلابيين على اعلام الدولة بما يعيد التوازن السليم بين فطرة الإنسان ومستحدثات العصر الفكرية منها والمادية .
وتحقيق مواجهة إيجابية فاعلة أمام الإعلام الميليشاوي الإرهابي ممن يعادون الإسلام حقداً وعداوة عليه، وذلك من خلال تحرك الحكومة اليمنية الشرعية بإعطاء اهتمام بشراء أجهزة ووسائل متطورة تواكب مطلوبات العصر؛ وتمويل الاعلام الاسلامي والوطني والعسكري بما يحقق إعلاماً قادراً ومتميزاً يقوم على المنهج العلمي الصحيح وتقديم الدين والجمهورية والحرية من خلال برامج تجمع بين قوة الحجة وفنّ الإقناع والتأثير، بجانب الجاذبية وحسن العرض .
وتعتبره جبهة إعلامية لا يقل أهميته عن الجبهة العسكرية .