تكمن عظمة الشهيد البطل دكتور د.عبدالله الحاضري في أنه كان ينتمى و تربى في أسرة متشيعة حتى النخاع، أبوه وأخوته ومحيطه الأجتماعي كله، يتمذهب مذهب الولاية والخرافة السلالية اللعينة، ومع ذلك يخرج من بين كل ذلك المحيط الإجتماعي المأسور بالخرافات والعصبيات الخرافية والكهنوتية ، جمهوريا وطنيا تنويريا، من طراز رفيع. فليس سهلا أن تعارض معتقد أهلك وعشيرتك، فقد دفع الحاضري ثمن مواقفه ذلك الكثير، فضريبة مثل هذه المواقف كبيرة وباهظة، من هجران الأهل والأقارب، ومفارقة الديار، ومصادرة ماله وأملاكه، وهو الذي لو كان تماهي مع المشروع الكهنوتي لكان له مكان كبير. لكنه أبى إلا أن يكون جمهوريا جسورا وعنيدا ، فلم تكن الجمهورية بالنسبة له مجرد كلام فارغ يلقيه في الهواء ويكتب حولها وعنها كم بوستا في الفيس وتغريدة في تويتر، بل كانت الجمهورية بالنسبة له دين وعقيدة ومبدأ، قاتل من أجلها في الميدان وضحى وقدم روحه قربان لها الفكرة العظيمة. رحم الله الشهيد البطل عبد الله الحاضري، وأسكنه فسيح جناته، ولا نامت أعين الجبناء والتافهين.
نبيل البكيري
عظمة الشهيد الحاضري 1165