في مثل هذا اليوم الثاني والعشرين من مايو عام 1994م وحرب الانفصال على أشدها كنت مع بعض الأخوة اليمنيين داخل احد المخيمات في منطقة منى اثناء موسم الحج ذلك العام.
كان معنا بعض الأخوة من منطقة يافع ورجل مسن من منطقة مكيراس كنت اناديه بالعم سالم وكانت قد نشأت بيني وبينه صداقة وطالما كان معظم حديثنا يدور عن حرب الانفصال فقد كان متعاطفاً مع جيش الوحدة وشرح لي قصة مضحكة ومحزنة في نفس الوقت حدثت معه في السبعينات فقال: كان معي ثور ضخم فشرد علي ذات يوم الى الشمال فتسلقت الجبال ابحث عنه من قرية الى اخرى في محافظة البيضاء حتى وجدته في احدى القرى ولما عدت به منعني الرفاق على الحدود من الدخول مع الثور وقالوا ادخل انت والثور لا!
فحلفت لهم اكثر من مرة انه ثوري وشرد علي الى الشمال وجبت شهود على ذلك ولكنهم كانوا يقولون علي اني ( برجوزي ) فقلت كيف برجوزي يا عم سالم ؟ فقال: والله مش عارف يا ابني لكنهم كانوا يقولون هذه الكلمة لاي واحد حالته متحسنة ولو بشكل طفيف! فقلت له تقصد ( برجوازي )يا عم سالم ؟ فقال ايواااه الله يرضي عليك المهم لم يسمحوا لي بإدخال الثور إلا بعد ان دفعت نصف قيمته تقريباً
الله لا يردها ايام
الله ينصر جيش الوحدة، والمضحك انه كانت تدور بيني وبين الاخوة من يافع نقاشات حادة داخل المخيم هم مع الانفصال ما عدا واحدا منهم وانا مع الوحدة وكانوا يقسمون الأيمان انهم سيعيدون الجبهة الوطنية الى المناطق الوسطى .
العم سالم يقف معي على استحيا ولكنهم كانوا يرهبونه فيعود إلى مجاراتهم والوقوف معهم فأضطر الى تذكيره بقصة الثور واقول ( الثور يا عم سالم ) فيعود على طول للوقوف معي ويقول : الله لا عادها ايام وكان اصحاب يا فع يستغربون وفي الأخير اقسموا عليه ان يشرح لهم قصة الثور هذه
فشرحها لهم العم سالم بالتفصيل فانفجر الجميع بالضحك .
المهم الله يتقبل بس . كان الناس في موسم الحج ذلك العام يرفعون ايديهم الى الله ويطلبون منه الرحمة والمغفرة واليمنيين في جدال داخل المخيمات في عرفات ومزدلفة ومنى كما هو حالهم منذ سبع سنوات واكثرهم معه راديو صغير تحت الإحرام يتابع الاخبار وانا اولهم بالطبع..
لذلك اتمنى من الله ان تتاح لي فرصة زيارة بيت الله الحرام مرة اخرى لأداء فريضة الحج .. رحم الله العم سالم فلا شك انه قد فارق هذه الدنيا فقد كان عمره بالسبعينات وغفر الله لمن كانوا معه وحفظ الله اليمن ووحدته ..