بلغت الأوضاع في فرنسا مرحلة من التدهور في كافة المجالات واشتداد الأزمة المالية بدرجة مخيفة كان ذلك في عام 1789 م في عهد الملك لويس السادس عشر  وزوجته الشهيرة الملكة ماري أنطوانيت ونتيجة لذلك اجتمع ( البرلمان الفرنسي ) لتدارس الوضع ووضع الحلول والغاء الامتيازات لطبقة النبلاء وطبقة رجال الدين  وكان البرلمان يتكون من ثلاث طبقات (النبلاء ورجال الدين والعامة) فأنحاز النبلاء ورجال الدين الى الملك  وطبقة العامة انحازت الى مطالب الشعب وسميت بالجمعية الوطنية وعندما امر الملك لويس السادس عشر بإخلاء قاعة المجلس من النواب رفض ممثلو الجمعية الوطنية طلب الملك بالمغادرة وقال ابرز اعضائها وهو ( ميرابو) قولته الشهيرة التي اصبحت بعد ذلك عنوان للثورة الفرنسية و ما تزال تدونها كتب التاريخ حتى يومنا هذا قال : ( قولوا للملك لويس نحن هنا بإرادة الشعب ولن نخرج إلا على رؤوس الحِراب ) وتطورت الأحداث بعد ذلك حتى قيام الثورة الفرنسية الشهيرة ..، تذكرت هذه الحكاية وانا اتابع موقف البرلمان اليمني المعترف به دوليا مما يدور في البلاد من احداث جسام تهدد وحدته وسيادته وامنه واستقراره دون ان يكون له موقف او حتى يستطيع الانعقاد، فتركيبة البرلمان اليمني وتقسيمه عام 2021م تشبه الى حدا كبير تركيبة وتقسيم البرلمان الفرنسي عام 1789 م فقد كان هناك كتلة ( النبلاء ) وكتلة ( رجال الدين ) وكتلة ( العامة ) والاخيرة هي كتلة الشعب في فرنسا والتي استطاعت بعزيمة اعضائها ووطنيتهم وشجاعتهم وتضحياتهم ان تغير وجه فرنسا بعد ان انضم اليهم الشعب الفرنسي بجميع طبقاته .

البرلمان اليمني بدوره ينقسم الى  كتلة (ابو ظبي) وكتلة (الرياض) وكتلة (اليمن) والأخيرة هي أضعف الكُتل واقلها عددا.

ميرابو قال عبارته الشهيرة من قلب باريس وعلى بعد خطوات من قصر فرساي حيث يقيم الملك لويس السادس عشر، بينما اجتمع ما يقرب من عشرين عضو من اعضاء البرلمان اليمني وعلى رأسهم رئيس المجلس اجتمعوا في سفارة اليمن بالقاهرة وتجادلوا وتصايحوا ثم خرجوا بفكرة جهنمية وهي السفر  لا غيره ولكن ليس الى اليمن بل الى السعودية من اجل طلب الإذن من القيادة السعودية بعقد جلسة للبرلمان اليمني ليس في الرياض ولكن في اليمن بعد عيد الأضحى القادم! والأمر متوقف اولاً على موافقة السعودية على منحهم  تأشيرة دخول من عدمها!  ناهيك على موافقتها على عقد الجلسة ام لا وما هي المواضيع التي سيتم مناقشتها؟ ميرابو ورفاقه تحدّو الملك الفرنسي من قلب باريس من اجل فرنسا و (المباورة) حقنا سيذهبون من القاهرة  ليستأذنوا (الملك) السعودي في الرياض ليسمح لهم بعقد جلسة في اليمن،  هؤلاء هم اعضاء البرلمان اليمني لقد ( تبوّرو ا ) بالشعب وبالبلاد بورة لم يسبق لها مثيل انهم مباورة الشعب وليسوا ممثلي الشعب .

لقد رحل لويس السادس عشر والنبلاء وبقي اسم (ميرابو) وعبارته الشهيرة تدّرس في مدارس وجامعات فرنسا والعالم فلا يمكن الحديث عن الثورة الفرنسية  دون التوقف عند خطيبها (ميرابو) ورفاقه. وسيذهب الملك سلمان وابنه محمد  وسيذهب محمد بن زايد وغيره الكل سيرحلون وسيبقى التأريخ فماذا كتبتم لأنفسكم في صفحاته يا (مباورة) اليمن؟