تتفاقم حالة الجنون عند الحوثي بإطلاق الصواريخ الباليستية على التجمعات السكانية في مدينة تكتظ بالملايين من اليمنيين ممن تركوا بيوتهم ومنازلهم في مدن وبلدات يمنية أخرى هرباً من الحرب ومن بطشه، وخوفا على ممتلكاتهم وأسرهم وعلى أطفالهم من التجنيد الإجباري، ولا يمكن أن تعزى هذه الحالة لسبب بعينه لأنها متأصلة في بنيته الثقافية وموروثه السياسي العنصري، ومع ذلك لا بأس من الاشارة إلى أن سبباً بعينه قد فاقم هذه الحالة بصورة أكبر .
فوفقاً لأخبار مؤكدة هي أن زيارة الوفد العماني قد أحرجت الحوثي كثيراً خاصة وقد طلب منه التعاطي الإيجابي مع دعوة المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار، والتوقف عن الهجوم على مأرب لما لذلك من آثار كارثية على الوضع الإنساني، وذكره كيف أن المجتمع الدولي أوقف قوات الشرعية من استعادة الحديدة باسم الوضع الإنساني، وأن أي تعاطي سلبي سيجلب عليكم الكثير من المشاكل .
كان رد الحوثي صادماً حيث قال إن أي تراجع عن مأرب سيعود عليهم بكارثة كبيرة بسبب الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدوها في تلك الجبهة، إضافة إلى أن ذلك سيؤدي إلى انقسامات وسطهم وربما تسبب في رفض أي قرار يقضي بوقف القتال، وأنهم يحتاجون إلى شهر يجتاحون فيه مأرب، وبعدها سيعلنون وقف الحرب .
خاب ظن العمانيين من التصلب الذي أبداه الحوثي متمسكاً بهذه الحجة .
ومنذ ذلك التاريخ وصواريخ الحوثي لا تتوقف على المدنيين لتحصد العشرات والعشرات في عمل طائش هو الجزء الأكثر تعبيراً عن ظاهرة الجنون التي ابتلي بها اليمن .
من صفحة الكاتب على الفيسبوك