تعيش دولتنا حالة من مرحلة الموت السريري، هذه المرحلة عادة تعيشها الدول في آخر مراحلها، ومن مواصفاتها التوهان والفساد وعجز القادة والنخب يقابله جيل على الارض قوي بلا سند .
الجمهورية اليمنية الآن بحكومة هشة ودبلوماسية ضعيفة وأحزاب عفي عليها الزمن، لكن على الأرض جيش متحفز وقوي بلا امكانيات ولا سلاح ولا قيادة، وحتى لا تدخل جمهوريتنا مرحلة التفتت فإننا بحاجة إلى قيادة سياسية وعسكرية تهزم الانقلاب وتستعيد الدولة وقبلها تعيد التوازنات مع الخليج .
بعد تحرير المحافظات الجنوبية ذهب قادة وشباب الاصلاح الذين شاركوا جنبا إلى جنب مع قوات ال تحالف إلى معسكرات الدولة الرسمية وسلموا سلاحهم لها ووضعوا البزة العسكرية وقالوا للسياسيين هذه عدن والمدن محررة فأديروها ونحن نعود إلى حالتنا المدنية ؛ فلم يمض عام حتى تحول شباب الاصلاح إلى هدف للتحالف والميليشيات المناطقية التي بناها، وكل يوم يصفون شاب من شباب الاصلاح، والسياسيون في نوم غير مدركين حجم التجريف الذي يستهدف حزبهم وأعضائه .
كان يفترض بالإصلاح فتح نافذة حوار مع التحالف الى جانب نافذة الخارجية الرسمية للتفاهم حول المصالح المتبادلة للأمن الاقليمي فكيف يمكن لأكبر مكون سياسي داعم للشرعية والتحالف أن يقبل الطعنات المتتالية في ظهره وهو يقاتل على الأرض إيران وميلشياتها؟