صنعاء هذه الليلة ومعها بقية مدن اليمن وقراها تعيش اجواء حزن وكآبة برحيل علامة اليمن ومفتي الجمهورية السابق الشيخ محمد بن اسماعيل العمراني صنعاء هذه الليلة شوارعها موحشة وكأني بجوامع صنعاء قد مالت الى جامع الزبيري لتقديم العزاء والمواساة وهو جامع الشيخ العمراني رحمه الله والذي كان يلقي دروسه فيه ويستقبل طلبة العلم وطالبين الفتوى من ابناء اليمن وغير اليمن .
لذلك فليلته هذه غير كل الليالي فلا غرابه ان تواسيه بقية الجوامع ولسان حالها يقول: المصاب مصابنا جميعا فلقد كانت اصداء دروسه تجلجل في نواحينا .
ولو قدر لجبل عيبان ان يذرف الدموع لما تردد هذا اليوم ومثله جبل نقم وهما يشاهدان ويسمعان هدير الطوفان البشري في جنازة الشيخ العمراني ولو كانت الجبال تواسي بعضها لما تردد جبل شمسان في القدوم الى صنعاء لمواساة جبلي نقم وعيبان ولا شك ان جبل ردفان سيكون في المقدمة .
عزاؤنا الوحيد ان شيخنا هذه الليلة بين يدي ربِ رحيم يعلم ان شيخنا قضاء جل حياته معلماً لدينه وشارحاً لسنة رسوله .
عزاؤنا ان محمد بن اسماعيل الأمير سيكون في استقبال محمد بن اسماعيل العمراني ومثله محمد بن ابراهيم الوزير وبالطبع لن يتخلف عن الاستقبال شيخ الإسلام الشوكاني وكيف يتخلف وقد كان ملهم الشيخ العمراني في معظم أحاديثه واستدلالاته؟ وسيكون من ضمن المستقبلين المقبلي وابن الجلال والبيحاني .
هذا هو عزاؤنا انه سيكون مع من كانوا معه في حياته بعلمهم وكتبهم . نم قرير العين يا شيخنا فاليوم بكتك اليمن كل اليمن وبكاك جل علماء العالم الإسلامي وطلاب العلم الشرعي
اليوم بكاك صيح البخاري وصحيح مسلم وسنن الترمذي وابن ماجه اليوم بكتك العواصم من القواصم لابن الوزير ومثلها سُبل السلام لإبن الأمير .
اليوم نعاك نيل الأوطار للشوكاني والعلم الشامخ للمقبلي . ليتك تعلم ما اوحش صنعاء بعد رحيلك . ليتك اطليت من نعشك هذا اليوم والذي كان حاله فوق حامليه يشبه حالة قارب شراعي تتقاذفه الأمواج العاتية في عرض البحر . نعم شيخنا لقد كانت امواج بشرية تشبه امواج البحر الهائج تلك الأمواج البشرية لم تخرجها حكومة ولا احزاب او جماعات بل ان الذي اخرجتها هي ثمانين عاماً من حياة شيخنا العمراني رحمه الله واسكنه فسيح جناته.