ظلت وتظل البيضاء الثقب الأسود للحوثيين وستكون مفتاح العاصمة صنعاء إذا انتصرت فيها الدولة أو مفتاح الحوثيين لعدن لو أخضعت بشكل كامل من قبل ميلشيات إيران.
المشكلة التي تواجه الشرعية في البيضاء هو تعدد الولاءات فيها ما جعل الدعم الرسمي فيها ضعيفا ومخاوف من وصول السلاح للجماعات الارهابية مقلق للتحالف .
هذا لا يعني عدم وجود قصور للشرعية والتحالف في دعم الجيش والمقاومة في كل الجبهات ، فالتحالف بقيادة السعودية لازال ضد الحسم العسكري ومع الضغط فقط على الحوثيين للقبول بالحوار والمفاوضات ، بينما وضع الشرعية ميدانيا يتضائل ويضعف يوما بعد يوم .
هناك ثلاثة ولاءات متعددة تلعب الحركة الحوثية بها في البيضاء، ولاء الجماعات الإرهابية وولاء المشائخ للمؤتمر الشعبي الحاكم سابقا وولاء الجماعات الانفصالية . أولا: الجماعات الإرهابية:
البيضاء كمنطقة ذات تضاريس صعبة غابت الدولة عن تنميتها سابقا حاولت الحركات الارهابية التواجد فيها منذ سنوات ووجدت الحركة الحوثية في هذا العامل فرصة للبقاء في البيضاء بحجة مكافحة الإرهاب، وقبل عامين انسحب الحوثيون من عشرين موقع عسكري لصالح داعش ، عندما نشأ صراع مع تنظيم القاعدة التي هاجمت مواقع داعش واحتلتها، وكان هدف الحوثيين من جعل البيضاء ميدان معارك بين الجماعات الإرهابية هو عرقلة تقدم الجيش وقتها إلى قانية وبدء عملية تحرير البيضاء.
ثانيا : المؤتمر الشعبي العام
البيضاء كولاء حزبي يسيطر عليها المؤتمر الشعبي العام وولاء سكانها عادة لمشائخهم الذين يفضلون حزب المؤتمر، وفِي منتصف 2020 كانت البيضاء على موعد مع انتفاضة شعبية بعد دعوة شيخ من قيادات المؤتمر لنكف قبلي ضد انتهاكات الحوثيين ، لكن اختراق الحوثي للمؤتمر ولقياداته أوصلته لاقناع مشائخ من بينهم شقيق ياسر العواضي داعي النكف القبلي ، فحصل الحوثي على سلاح كان كافيا لسحق مقاومة البيضاء والارتداد على مارب حيث فتح جبهة حرب هناك مستمرة حتى الآن.
ثالثا:الجماعات الانفصالية
عندما قررت قوات العمالقة السلفية التي غالبها من الجنوب دعم مقاومة البيضاء تمكن الحوثيون من عقد تفاهمات مع المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال والمدعوم من الإمارات التي عقدت هي الاخرى تفاهمات مع إيران في وقت تشهد علاقتها مع حليفتها في التحالف السعودية تراجعا كبيرا، وهذا ما جعل الانتقالي والامارات لسحب القوات والسلاح المحسوبة عليهم ومحاصرة القوات المقاتلة فِي البيضاء ومنع مرور السلاح أو إسعاف الجرحى ما أدى بالحوثيين العودة الى حدود المحافظات الجنوبية وقد يكون هناك تنسيقا بين الحوثيين والانفصاليين للهجوم على شبوة التي هي تحت سيطرة الشرعية .
البيضاء بقدر ما تحتاج لقوات ذات ولاء موحد للدولة، تحتاج لدولة تهتم بها وتقود العمليات العسكرية دون الاعتماد على تناقض الجماعات ذات تعدد الولاءات .