جاء قَتَلَة عثمان إلى علي بن أبي طالب لمبايعته، فقال لهم - كما جاء في كتاب «نهج البلاغة»، الذي يُعَد أصح الكتب عند فرق الشيعة جميعاً:
»دعوني والتمسوا غيري…لعلي أسمعكم وأطوعكم لمن ولي أمركم…أنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً.»
بالله عليكم يا كل من يفهم معاني الكلمات هل يقول العبارة السابقة رجل يؤمن - حقاً - أن النبي أوصى له بالولاية؟!
علي لم يؤمن بولاياته، وقال: دعوني والتمسوا غيري، وتخلى عن الولاية لغيره - حسب رواية الكهنة - فكيف يُكفِّر الكهنةُ من لا يؤمن بها؟!
لماذا يصرون على إلزامنا بولاية رجل تركها لغيره، وقال إن كونه وزيراً أنسب من كونه أميراً؟!
اعلموا أن ولاية من تنازل عن ولايته لا تلزمنا، وأن من يقول بها اليوم، إنما يقول ذلك ليشرعن لولاية كهنة الأديان وسَدَنة المعابد القديمة.
لا تجادلوا كثيراً…
هذه هي الحقيقة…
وضعوا بعدها نقطة على السطر، وحجراً في فم كل كاهن، واحثوا التراب في وجوه أكلة الأخماس والأعشار، واصرخوا صرخة الحق: «الشعب مالك السلطة ومانحها»…
يقول الزبيري العظيم:
يا شعبنا نصف قرن في عبادتهم
لم يقبلوا منك قربانا تؤدّيهِ
لم ترتفع من حضيض الرقِّ مرتبة
ولم تذق راحة مما تقاسيهِ
ولا استطاعت دموع منك طائلة
تطهير طاغية من سكرةِ التيهِ
نبني لك الشرفَ العالي فتهدمه
ونسحق الصنم الطاغي فتبنيهِ
قضيتَ عمرك ملدوغا وها أنذا
أرى بحضنكَ ثعبانا تُربّيهِ