قصة قصيرة
رن هاتفي فوجدت اتصالا من رقم هاتف غير مسجل لدي، أجبته وبعد السلام طلب مني المسامحة، سألته :
ـ من أنت يا أخي
وصدمني برده :
ـ ليس من الضروري أن تعرف
وأضاف :
ـ الأهم أن تسامحني .
زاد حديثه من حيرتي واستغرابي فسألته :
ـ على ماذا أسامحك؟!
رد بصوت واهن وهو يسعل :
ـ يا أخي لقد أصبت بوباء كورونا وأخشى أن أموت وقد شتمتك كثيرا وأريد منك المسامحة .
سامحته ودعوت له بالشفاء .
بقيت لفترة في حيرة من هذا الشخص الغريب، أسأل نفسي : من يكون ؟ أحاول تذكر الصوت لعلني أعرفه، قد يكون زميلي من أيام الجامعة لا لا قد يكون زميلي عملنا سويا في الصحافة لا لا حاولت تخمين من يكون ولكن دون جدوى، يبدو أنه من القراء الذين لا تعجبهم مقالاتي وقصصي ولذا فقد شتمني كثيرا وحين حصحص الحق وأصيب بالمرض وأحس بالموت طلب المسامحة .
مر أسبوع وتذكرته وقلت لنفسي: أتصل به وأطمئن عليه، رقم هاتفه ما يزال في سجل المكالمات المستلمة، لا لن أتصل به، ماذا أريد منه شخص طلب المسامحة وقد سامحته .
مرت أيام وأنا في صراع مع نفسي أتصل به، لا لن أتصل عليه، أخيرا حسمت أمري واتصلت عليه فوجدت من حديثه أنه صحته تبدو قد تحسنت وتغيرت لهجته تجاهي، لقد حدثني بفتور فدعوت له بالشفاء وأغلقت الهاتف .
مرت أيام وفكرت مجدد أن أتصل به ثم خشيت أن يكون قد شفي تماما فيعود إلى شتمي من جديد .!!