قواعد الاشتباك التي تحدث عنها زعيم حزب الله اللبناني مؤخراً ليست سوى رجع الصدى للمنهج الذي تنتظم في إطاره هذه القواعد من وجهة نظر النظام الايراني :
تدمير لبنان ، سوريا ، اليمن ، العراق وغيرها من البلاد العربية لحماية النظام الايراني وتعميم عمامة ولاية الفقيه .
لذلك لا غرابة أن يتكرر حديث قيادات حزب الله عن "تحرير" مارب ، وعن "القتال في الساحل الغربي" والذي اختلط ، على نحو مريب ، مع مواجهات هزلية على الحدود الجنوبية للبنان ، وضرب الناقلات المدنية أمام سواحل عمان بمسيرات ايرانية بغطاء حوثي ، في مشاهد يتم فيها توظيف البلدان العربية وسلامتها وأمنها لصالح نظام إيران .
ومثلما يعمل الحوثيون على إخراج اليمن من جلده العربي بتأصيل الطارئ من تاريخه في لعبة قبيحة لن ينجم عنها سوى المزيد من تدمير البلاد وتشريد أبنائة ، فإن حزب الله يعمل على تجريد لبنان من قيم حضارية وقومية وانسانية جعلت منه ذات يوم واجهة يتطلع إليها كل الحالمين بوطن مستقر ، ويحاول أن يضعه في مواجهة مع الجميع ، وخاصة اليمن الذي طالما أدمته جراح لبنان .
هكذا ، في الوقت الذي يعلن فيه النظام الايراني ووكلاؤه قواعد الاشتباك على هذا النحو ، فإن هناك أطرافاً تعمل على بناء قواعد اشتباك من واقع الصراعات الحزبية الداخلية لتصفية الشرعية ، وهي قواعد لن يكون بمقدور آلياتها سوى استكمال حلقة الاستسلام .
ويبقى السؤال : ما هي قواعد الاشتباك لدى الشرعية لمواجهة هذا الوضع المركب ؟ ألم يحن الوقت بعد لوضع قواعد اشتباك قادرة على التعاطي مع هذا الوضع المركب والذي يتجه بمساراته نحو المجهول ؟
هذا ما يجب أن تبحثه مؤسسات الشرعية السياسية والتنفيذية والتشريعية ، وليس أمامها من خيار سوى أن تنجز هذه المهمة وبأسرع وقت .