حقيقته أن الحوثيين يبحثون عن فضاء ينتمون إليه ، ولا يهمهم أن يكون هذا الفضاء مشحوناً بالفضيلة أو الرذيلة ، يملؤوه الحسين أو المختار الثقفي أو زياد بن أبيه، المهم أنه مكون حاضر في مساحة واسعة من الوعي المجتمعي لسكان المنطقة ، ويستمدون منه مشروعيتهم ، وما يسعون إليه هو أن يوسعوا مساحة انتمائهم مع ما يرتبه ذلك من توسيع مساحة خصومة اليمنيين لتصل إلى قصي بن كلاب ، وهي معادلة لا بد من التنبه لمخاطرها .
خطاب النقد يجب أن يتجه نحو هذه الجماعة المرتبطة بالمشروع الايراني فقط ، والتي لا يعرف لها أصل غير أنها تنتهي إلى الرسي .. قريش اختلفت مع اليمنيين مجازاً في السقيفة ، وتوقف الاختلاف هناك عند حدود لا يجب أن تذهب بهم بعيداً بحثاً عن دم سعد ابن عبادة الانصاري ، فقد اختلط الحابل بالنابل بعد ذلك في سلسلة طويلة من المسارات التاريخية التي لا تسجل لليمنيين موقفاً موحدا من أحداثها ، مما يعني أنهم أمام تاريخ لا يلزمهم بأكثر من التمسك بمصلحة بلدهم فيما يعيشه من حاضر مستفز لقيمه وليس لتاريخه . هذا وللحسين الرحمة .