الانقلاب والحرب وما ترتب عنها من نتائج كارثية يتحمل وزرها الحوثيون ومن عاونهم، بهكذا فقط تستقيم الأمور وتوضح، فمن انقلب على السلطة الانتقالية رئاسة وحكومة هي الجماعة الحوثية وبمساعدة ودعم رموز النظام العائلي والقبلي السابق. الذين يطنبون الآن في الحديث عن عدوان خارجي هم السلاليون المتعصبون والمزايدون والمنبطحون ومن لف لفهم من الخائفين والانتهازيين وسواهم من الفئات المعروفة بتبديل ولاءاتها للطبقة الحاكمة وعلى مر الأزمنة.. حسنًا، هنالك تدخل سعودي أماراتي في حرب اليمن. فمتى كانت عاصفة الحزم ولماذا اصلا حدث ما حدث ؟؟ . عاصفة الحزم بدأت يوم ٢٦ مارس ٢٠١٥م فأين كُنَّا واين كانت الجماعة الحوثية؟ . سأقول لكم : كان الحوثيون قد استولوا على صنعاء وفرضوا الإقامة الجبرية على الرئيس الشرعي هادي وحكومة بحاح ووزرائه يوم ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م . وبرغم الانقلاب العسكري الفج والوقح والمستفز لمن يمتلك ذرة كبرياء وكرامة، وكذا استيلاء الجماعة على معظم مساحة اليمن؛ لاحقوا الرئيس إلى عدن وبجيش وطيران حربي، وكل ذلك لمجرد إفلاته من معتقله الاجباري في ٢٠ فبراير .. الحوثيون وحلفائهم اعتدوا على اليمن واليمنيين، شمالًا وجنوبًا، كما وبغوا وقتلوا ودمروا واستولوا على معظم موارد وترسانة ومؤسسات ودولة، وبعد كل ما تسببوا به من ويلات وخراب، يأتيك الآن البخيتي أو عبد السلام أو المشَّاط أو غيرهم من وجوه الشؤم ، داعيًا لوقف العدوان السعودي الأمريكي الإسرائيلي ياا لبجاحة هؤلاء؟ ويا لسخافة وسذاجة من يصدقهم؟ فعن أي عدوان خارجي يتحدثون وعن اي هوية وطنية يمنية يدافعون ؟؟ . فهذا الذي تصفونه بـ» العدوان < ما كان سيأتي بطيرانه إلى اليمن لولا فرار الرئيس بجلده إلى هناك واتخاذه كقميص عثمان ، ولولا عنجهية قوى الانقلاب وإصرارهم على إعادة اليمن واليمنيين الى طاعة الإمامة الجديدة المستترة كذبًا وزورًا بيافطة الجمهورية . فأكبر المتفائلين لم يتوقع بأن السعودية أو الإمارات ستأتي برجالها وطيرانها إلى اليمن، وأصدقكم انه ولولا عاصفة الحزم لكان الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه يهتف الآن غصبًا وكرهًا لحفيد رسول الله ، ويتعلم منهج شقيقه السيد حسين ، ولكانت الصرخة الغبية تردد اليوم في المدارس والجامعات والمعسكرات . نعم ، لنا انتقادات ولنا اختلافات مع دول التحالف في الواقع العسكري أو السياسي أو حتى الإعلامي ، بل وهنالك خلافات تصل في احايين عدة لحد الرفض لبعض التصرفات أو التدخلات ، كما وكلما طالت الحرب نتساءل عن جدوى الدعم الذي لا ينجز تحريرًا حاسمًا أو يحقق غاية سياسية جديرة بالفخر والاعتزاز . ومع كل تلك الإخفاقات السياسية والعسكرية، لابد من القول بأنَّ دعم التحالف كان ناجحًا وحاسمًا بالنسبة لنا نحن الذين أرادت الجماعة الحوثية السيطرة عليهم وحكمهم بالقوة والطغيان .الذين يقولون ان العاصفة كانت عدوانًا على اليمن، اتمنى عليهم أن يرشدونا إلى ماهية المعجزة السحرية التي ستحرر بقية محافظات اليمن ؟. اذا كانت العاصفة عدوانًا على اليمن فقولوا لنا ماذا نسمي الانقلاب في ٢١ سبتمبر وماذا نوصف إخضاع اليمن شعبًا ودولة واحزابًا لهيمنة أقلية عرقية ودينية وطائفية ؟؟؟ . وماذا فعل الحوثيين قبل انطلاقة العاصفة ؟؟؟ وما الذي جلبهم من قفار وجبال وكهوف صعدة إلى تعز وعدن وأبين والضالع وحضرموت وشبوة؟ أنهم يحاربون اليمن منذ ألف عام ويزيد وغايتهم الولاية والخُمس، أنهم لا يخوضون معركة مبادئ وقيم عصرية حداثية كالعدالة والمساواة والحريات وسلطة الشعب وسواها. فمثل هذه المفاهيم تتصادم كليًا مع جماعة سلالية صفوية تعتقد بتمايزها البيولوجي الأثني ، كما وتظن أنها تنوب عن الإله المطلق في السماء ، فهذه الجماعة لا تؤمن بحق الشعب في السلطة والقوة والثروة ، إذ ترى أن السلطة لها وحدها . ولا أعلم عن ماهية الجمهورية في كنف سلطة ثيوقراطية وجماعة تظن بتمايزها الطبقي، وما فتأت تحارب كي تحكم بالقوة والجبروت والتضليل وكي تستأثر بمقدرات بلد وكي تضطهد شعب ..
محمد علي محسن
الحوثيون والولاية والخُمس 798