صحيح أن تفكك المؤتمر الشعبي العام خلق مشكلة معقدة لليمنيين أكثر من مشاكله وهو في الحكم، بالذات ما يتعلق بقوتيه الاجتماعية والعسكرية التي ورثها المتمردون الحوثيون، لكن تجربته تحتاج تقييما حقيقيا في ذكراه، ولا تحتاج للتباكي على رخاء الماضي السياسي لأعضائه ولا الوقوف على أطلال رئيسه علي عبدالله صالح .
فمنذ انفراده بالقرار فيه لم يعد المؤتمر حزبا يتتبع استراتيجية تنظيمية وطنية، بل تحول إلى مظلة لمشاريع عابرة للوطنية، وبيئة خصبة لنمو لوبيات متعددة على رأسها مشاريع الإمامة والمذهب والذي من خلاله اخترقت إيران مبكرا الدولة والحزب الذي حكم اليمنيين لثلاثة عقود .
ما يحتاجه المؤتمر الآن لملمة جراحه واستعادة ألقه، والبداية من قيادة موحدة وفاعلة تصفر كل خلافاتها مع القوى الوطنية المقاومة للحوثيين، وتهيئ الأعضاء لحالة مراجعة شاملة والاعتراف بالأخطاء مع عدم محاكمتها للواقع المعاش والانطلاق بالمجتمع والميدان لحالة مقاومة للميلشيات ودعم استعادة الدولة .