أن يتمسك أعضاء المؤتمر الشعبي العام بمؤتمرهم موقف يضعهم على الطريق الصحيح، بغض النظر عما مارسته قيادتهم من تعطيل للتعدد السياسي بتهشيم الاحزاب المدنية بتقديرات كانت فيها السلطة حاضرة بكثافة لم تسمح للديموقراطية أن تنشئ معادلاتها .
المؤتمريون اليوم أمام اختبار تاريخي لا تنفع معها الكلمات الحماسية التي تخفي في جوفها خيبة الانقسامات . يتمثل هذا الاختبار في القدرة على إيجاد تسوية تبرر احتفاظ هذا المكون السياسي بهذا الكم الهائل من الأعضاء، ليرد على سؤال مهم، وهو ما إذا كان هذا الاحتفاظ هو بناء له دينامياته التي تتفاعل مع متغيرات الحياة، أم أنه معادل للسلطة .
لا شك أن الاجابة على هذه الاشكالية جديرة بسبر غور ما يعتمل في هذا المكون السياسي من احتمالات وانفعالات، وهي التي ستحدد قدرة المؤتمريين على اجتياز الاختبار، وتجاوز التشظي والضياع الذي أصاب الاحزاب التي خلقت في رحم السلطة وأنظمة الحكم .
أعضاء المؤتمر وحدهم هم القادرون على الإجابة من خلال الفعل الذي يضع حزبهم في خانة مختلفة، وفي المكان الذي لا يمكن ان تستقيم الحياة السياسية في اليمن إلا به ، وهو التعدد السياسي الديمقراطي .