يمثل سماحة الشيخ أحمد بن الخليلي مفتي سلطنة عمان أحد أبرز العلماء والرموز الإسلامية في العصر الحاضر ، وقد أدهشني الشيخ بدقة متابعته لأخبار وقضايا العالم الإسلامي وبمواقفه القوية المشرفة وانحيازه الدائم للقضايا العربية والإسلامية ونصرته للمظلوم ووقوفه مع الشعوب العربية والإسلامية في كل القضايا والاحداث المستجدة .
مؤخرا أشاد الشيخ الخليلي بالأسرى الفلسطينيين الذين تمكنوا من الفرار من سجن جلبوع التابع للكيان الصهيوني مؤكداً على أن " ما هيأه القدر السعيد للسجناء الفلسطينيين المعتدى عليهم من فرصة الخروج من أقوى سجون الكيان الصهيوني المحتل وأشدها مراقبة ، هو أمر له ما بعده ، فإنه يُؤذِنُ بنصر الله القريب من حيث لا نحتسب جميعا ، فكما هيأ الله لهم سبيل الخروج من ذلك السجن الرهيب سيهيئ الله بلطفه وفضله للشعب الفلسطيني المسلم الشقيق وسائل عاجلة لفك أغلال الاحتلال عنه ، واسترداد جميع حقوقه السليبة وتحرير المسجد الأقصى المبارك وجميع المقدسات الإسلامية من نير الاحتلال وما ذلك على الله بعزيز ، قال تعالى :( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ) " .
موقف مشرف ضد التطبيع
لقد كان لسماحة الشيخ أحمد الخليلي موقف قوي ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني حيث هاجم الدول والجهات التي سارعت للتطبيع فقال : “ظهرت في الأمة ظاهرة سلبية جديدة وهي التودد إلى العدو الذي أمرنا الله تعالى بعداوته، وتلك الدول على التباهي بذلك من غير استحياء ولا استخفاء، وقد تسارع إلى هذا بعض رموز الأمة الذين كنا نعدهم لها أوتادًا وقلاعًا، فإذا بهم يتخلون عن ماضيهم المشرق، ويرفعون من الشعارات ما يقربهم زلفى إلى ساداتهم " ولم يقف سماحته عند هذا الحد بل رأى الشيخ ان تحرير المسجد الأقصى وتحرير جميع الأرض من حوله من أي احتلال واجب مقدس على جميع الأمة ودَيْنٌ في رقابها جميعًا يلزمهم وفاؤه ، وإن لم تواتهم الظروف وتسعفهم الأقدار فليس لهم المساومة عليه بحال، وإنما عليهم أن يَدَعُوا الأمر للقدر الإلهي، ليأتي الله بمن يشرفه بالقيام بهذا الواجب ".
ضد الاساءات الفرنسية للإسلام
وحين هاجم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإسلام معتبرا انه يمر بأزمة وقف سماحة الشيخ أحمد الخليلي الموقف القوي الشجاع الذي يثلج الصدور ، حيث نشر الخليلي رسالة تحدث فيها عن " المناوئين للإسلام الذين لا يزالون يتربصون به الدوائر، وتنفث ألسنتهم وأقلامهم لهيبًا "، مبينًا أن "الزعم بأن الإسلام يمر بأزمة يأتي من باب رمتني بدائها وانسلت"، وأوضح الخليلي أن " هؤلاء ينفسون عن أنفسهم مما يحرزه الإسلام بين عقلاء الإنسانية اليوم من تقدم باهر وتطلعهم جميعًا إلى أن يكون هو سفينة النجاة التي تنقذ العالم من الغرق ".
ولم يقف عند هذا الحد بل وجه التحية للذين غاروا على حرماتِ نبيهم عليه الصلاة والسلام، ودعا جميع المسلمين إلى مُقاطعةِ جميع الصادرات من قبل الذين تعدَّوا على شخصيته العظيمة، ولم يبالوا بمشاعر هذه الأمة تجاه هذه الشخصية التي أكرم الله بها الوجود .
وطالب سماحة الشيخ الخليلي الأمة الإسلامية بالاتفاق على ضرورة سحب رؤوس أموال المسلمين من المؤسسات الاقتصادية التي يديرها هؤلاء المعتدون المتطاولون على مقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
كما شدد العلامة الخليلي على ضرورة أن يحرص المسلمون على الاستقلال التام في بناء اقتصاد عالمي متحرر من كل تبعة لغيرهم .
ترحيبه عودة آيا صوفيا إلى مسجد
من القضايا اللافتة التي كان لمفتي عمان سماحة الشيخ الخليلي موقف مشرف فيها قضية إعادة متحف آيا صوفيا في اسطنبول إلى مسجد حيث وجه المفتي الخليلي شكره إلى الأمة الإسلامية "بجميع فئاتها على مشاركتها في الابتهاج والاحتفاء برجوع آيا صوفيا إلى كنف الإسلام بعدما رُزئت بحرمانها من أذان المؤذنين من فوق مآذنها، ومن سبحات الركَّع السُّجود في محرابها، فلبست الحداد على ذلك زهاء قرن من الزمن "، وأردف المفتي قائلًا عن آيا صوفيا " كما نرجو عما قريب أن ترفع يد الاحتلال عن جميع الأراضي المحتلة وتعود إلى أبنائها، وأن تعود مساجد الله المغتصبة في كل مكان إلى أيدي المؤمنين الأمينة، وتحقق ذلك إنما تؤذن به وحده الكلمة وألفة القلوب واجتماع الشمل بين فئات الأمة جميعاً، والله ولي التوفيق ".
ما ذكرته مجرد نماذج لمواقف الشيخ أحمد الخليلي ومن تابع برامجه في الفضائيات العمانية ويتابع صفحاته في مواقع التواصل الإجتماعي سيجد الكثير من المواقف المشرفة والاجتهادات المدهشة والرؤى الثاقبة ، وهذه المواقف الإيجابية المشرفة لسماحة الشيخ أحمد الخليلي جعلت البعض ينظر إليه كظاهرة تستحق الوقوف عندها ، ذلك أننا في زمن صار الكثير من علماء وفقهاء الأمة الإسلامية يسيرون في ركب الحكومات والدول التي يعملون معها فيدورون معها حيث دارت والكثير منهم للأسف صاروا يمشون بجوار الحائط ويسألون الله الستر والسلامة وصارت مواقفهم ضبابية غائمة أكثر دبلوماسية ، يحاولون إمساك العصا من المنتصف وعدم خسارة تلك الجهة ومراعاة تلك الحكومة ومداهنة تلك الدولة وعلى حساب قول كلمة الحق عند سلطان جائر .
ولعل من المؤسف أن تجد البعض يهاجم مواقف الشيخ أحمد الخليلي ويبخسه حقه ولا يحتفي بهذه المواقف الإيجابية المشرقة وكل هذا بدافع الخلاف المذهبي معه وهذا من العمى ومن بخس الناس أشيائهم .
إن الأمة الإسلامية تتعرض لمؤامرات كبيرة جدا تهدد وجودها وتستدعي من جميع نخب الأمة ومن العلماء والفقهاء أن يوحدوا جهودهم وصفوفهم ومواقفهم وأن يتجاوزوا الخلافات المذهبية التي هي في الأساس ظاهرة صحية طالما هي في إطار السلام الذي تنوعت فيه المدارس الفقهية وتعددت فيه المذاهب فلا إنكار في مسائل الخلاف وعليه فإننا لابد أن نتصالح مع ضميرنا ونشيد بمواقف سماحة الشيخ أحمد الخليلي ونسأل الله أن يكثر في الأمة من أمثاله من العلماء والفقهاء الذين يقولون كلمة الحق ولا يخافون في الله لومة لائم .
ولا غرو في كل ذلك فسماحة الشيخ نهل من ينابيع المعرفة وسار على النهج الصحيح يؤلف ولا يفرق يصلح ولا يفسد منهجه إنما المؤمنون أخوة كما جاء في أي القرآن الكريم واستوعب قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ٠٠٠كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه وقد سار العلامة الخليلي على نهج العلامة نور الدين عبدالله بن حميد السالمي الذي قال ونحن لا نطالب العباد فوق شهادتيهم اعتقادا فمن أتى بالجملتين قلنا إخواننا وبالحقوق قمنا فما اروعه من منهج سليم وفكر قويم يحقق الاستقرار الشامل والسلام الدائم بين المسلمين
وما أحوج بلادنا العزيزة اليمن أن تنتهج منهج الحكمة والعقلانية في حل قضاياها لا سيما الحالية التي أهلكت الحرث والنسل بحيث يأخذ بالفكر الذي يتبناه عقلاء الأمة الإسلامية ومنهم سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
واجدد الحية لمفتي سلطنة عمان سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي ولشعب عمان الشقيق المؤازر للشعب اليمني والذي لم نجد منه الا الخير والمساهمة الحثيثة لبسط مظلة السلام في ربوع اليمن فهم اهل المودة والنجدة والشهامة منذ القدم كما حدث في صنعاء عام ١٢٨هجري وتم رد المظالم لأهلها في تلك الفترة العادلة .